لم يعد التيّار يقف خلف القناع وبات واضحاً سلوكه السلوك السوري رغم قيام التيّار وتأسيسه على خلفية العلاقة الدامية مع سورية
 

في مؤتمر معني بتطورات منطقة الشرق الأوسط حضرته وفود دول وشخصيات غير معروفة أو غير وازنة ومن الصفوف الواطية في سلم المسؤولين في أجهزة الدول والأحزاب المرتبطة أو المتصلة بسياسات منفتحة على الدور الروسي المستجد في المنطقة بعد دخول الروس الحرب السورية على جثث الآلاف من السوريين نجدة لمصالح مرتبطة بجوع الروس وحاجتهم الملحة الى ما يروي عطشهم ويسد جوعهم في منطقة خصبة وتُشبع محتليها وتجوع أهلها.

في روسيا وبدعوة منها وبرئاسة نائب وزير الخارجية بوغدانوف عقد المؤتمر بمن حضر من وفود لا تقدم ولا تؤخر بسياسات المنطقة ولا شأن لها بأوضاع المنطقة كونها صاحبة أدوار مهمشة في محيط الدولة التي تنتمي اليها وهذا ما جعل المؤتمر مجرد نزوة سياسية من نزوات روسيا المتكررة والتي تحاول أن تكون دولة ثقل في المنطقة الاّ أن ظروفها وأوضاعها لا تسمح لها كثيراً في لعب دور أكبر منها ومن امكانياتها خاصة وأنها تحاول في سيركها السياسي أن تلامس الدور الأوروبي و الأميركي كي تؤكد موقعها بين هذه الدول وفي حركة واضحة منها ضدّ أميركا خصوصاً تتبنى حشد ما أمكن ضدّ الادارة الأميركية من خلال اللعب على الحرب السورية بجذب انتباه العرب الى دور روسيا الايجابي على خلاف الدور الأميركي السلبي والاشارة من بُعد الى القضية الفلسطينية واعتبار الولايات المتحدة أداة تعطيل لعملية السلام.

إقرأ أيضًا: ماذا لو بدأت الحكومة من الضاحية؟

بعض المتحمسين راق له الكلام الروسي أو الموقف الروسي من الموضوع السوري فأدلى بدلوه لحساب النظام طاعناً بالمعارضة التي وضعها جميعها في سلة التطرف ومندفعاً بسرعة البرق لعودة السوريين من لبنان الى أريافهم ومدنهم كونهم يكلفون لبنان مبالغ طائلة والعودة تلبي حاجة ملحة للبنان أولاً و للنظام السوري ثانياً.

طبعاً ممثل التيّار الوطني الحرّ عضو لجنة العودة اللبنانية – الروسية كشف عن انحياز للنظام ولم يعكس سياسات النأي التي تنتهجها الحكومة وهي الادارة المعنية بالسياسة اللبنانية وهذا ما يؤكد حالة من الانقسام بين تيارات الحكومة وهذا ما تأكدّ مع السجال المفتوح ما بين قائد القوات اللبنانية وبين وزير الدفاع على خلفية الموقف من سورية في مؤتمر ميونخ.

إقرأ أيضًا: اليهود يهربون من فلسطين

لم يعد التيّار يقف خلف القناع وبات واضحاً سلوكه السلوك السوري رغم قيام التيّار وتأسيسه على خلفية العلاقة الدامية مع سورية وهذا ما يؤكد برمجة التيار لكمبيوتر مواقفه بما يمسح تجربته السابقة والمرّة لصالح سياسات جديدة ذائبة في محور برأسين ايراني وسوري وهو يضم حلفاء البلدين من أحزاب وجهات نصفها معاد للولايات المتحدة ونصفها متذبذب بين الضدّ والمع للولايات المتحدة الأميركية.

في العودة الى روسيا المصرة على مواجهة أميركا كما ايران بغير أبنائهم فحبذا لو تقدم روسيا على ضرب الوجود الأميركي في سورية ولا تكتفي بالتحريض الاعلامي الرخيص واذا ما فعلت وهو ضرب من الجنون ولكن سنصدق اذا ما جنت روسيا وضربت أميركا بأنها دولة اقليمية بامتياز وسنكون رافعين راية الانتساب لدولة تستطيع أن تقول لا لأميركا بالطائرة والصاروخ كما نتمنى على روسيا بدء جنونها بالرد على حليفتها اسرائيل ولو لمرة واحدة فتقصف بعد أو ما بعد حيفا كي لا تدهشنا فجأة عندما تضرب أميركا بصاروخ فلقونا هني ويحكوا عن خصائصه وعن سعي الأميركان لمعرفة هوية الجيل الجديد من الأسلحة الروسية.