ربحنا المعركة نحن لم نعد في الملاجىء والغير موجودة أصلاً وباتوا هم من سكّان القبور والجحور يظنون أن يوم البعث قد أتى وأن يوم الفتح قد أقبل
 

بلغنا الذروة وبات المجد تحت قدم طفل يلعب ببندقيته في الضاحية وفي غزّة وكيسه مفرغ من الأحلام، لقد تحققت حتى كوابيسه وما عاد يحتاج الى شيء على الاطلاق فدورة الحياة تدور بيديه وبأيدي كبار وصغار وملّوا من ترف العيش وبحبوحة الحال في المأكل والمشرب والعمل والطبابة والتعليم والفرص المفتوحة في كل المجالات ولا يمكن حصرها أو تحديدها اذ بتنا أهم من سويسرا وبلاد الثلج، وبتنا مرآة الحضارة وعصارة الحياة في مستقبل وعده حاضرنا ببلوغ النجوم وملء الأرض باختراعات واكتشافات تنقذ البشرية مما هي فيه من ضلال وجهل .

انتهت الأسطورة بكلمة  وبخطاب من كعب الدست سقط بيت العنكبوت ارتعبت دولة اليهود لمّوا ما تمكنوا من جمعه وهاجروا الى البلاد التي أتوا منها فلاشا وروس مرتزقة لسدّ حاجات الكيان من فقراء اليهود في العالم وكيّ يموتوا دفاعاَ عن ملك زال بكبسة كلمة بطلقة واحدة وما عاد باستطاعة القردة والخنازير النطنطة في المنطقة وعلى أشجار الأرز في لبنان ولا بساتين البرتقال في حيفا، انتهى زمن الأوغاد وولد زمن آخر من ملوحة الرجال من أبطال أرعبوا العدو الذي يتخبط العشواء ويرتعد خوفاً ويلوذ التراب بحثاً عن مأوى له وسط عاصفة الموت التي تحاصره من هنا وهناك ودون أن يدري أن الساعة آتية لا ريب فيها .

 

اقرا ايضا : ماذا تبقى من رفيق الحريري؟

 

 

هللوا لبشرى القدس لفلسطين من البحر الى النهر لقد غرقت جرثومة الفساد انتصرنا بعد أن انتظرنا على أبواب العرب لأكثر من خمسين سنة يتامى الصراع الذي لم يصارع فيه أحد عدواً منحهم أوسمة علقوها على صدور بذلاتهم العسكرية ليبنوا ثروات في سلطات استبدادية لا تشبه كيان العدو بشيء .

ربحنا المعركة نحن لم نعد في الملاجىء والغير موجودة أصلاً وباتوا هم من سكّان القبور والجحور يظنون أن يوم البعث قد أتى وأن يوم الفتح قد أقبل لذا هاجوا وماجوا وولوا رؤوسهم شطر الغرب عوداً على بدء ورفعوا أيديهم استسلاماً مذلاً ونكسوا رؤوسهم ورفعنا نحن اشارة النصر فاستفاق شهداء النكبة والنكسة والكرامة وجحافل العبور الى الوطن .

شكراً لكم لقد شهدنا وأبصرنا بأم العين سقوط الكيان اللقيط ومنّ الله علينا أن تركنا لليوم المشهود والموعود ففلسطين حرّة والعرب أحرار والمسلمون أمّة واحدة جاست ديار بني النضير و القينقاع شكراً لفحول العرب لبقايا السرايا في جيش أسامة .

لقد انتهينا من عدو مرعوب وجربان ومقمل ورائحته نتنة كونه جيفة وسنتفرغ للتنمية البشرية لنسبق العالم بعلم نوابغ يخطبون جيداً ويلكون الفساد ويمضغونه ليطعموه للفاسدين من سرّاق البلاد والعباد ما شاء الله أسماء نسب وانتساب وقامات رياضية تسابق الريح هاكم يمنيون يمضغون الكات ويصنعون منه ما ينعش باب المندب وهاكم الشوام مدارس في السياسة والاقتصاد وهاكم الفلسطينيين يبنون بيوت الأنبياء على بعير اليهود وهاكم الأردنيين والعراقيين  والمصريين والخليجيين والمغرب العربي والايرانيين والباكستانيين وأمّة الحور و الخمر و اللبن والعسل يُدهشون العالم بدواعش من نوع آخر روّاد علم وفن ومهارة وخلق وعمارة لقد طال انتظارهم بعد أربعة عشر قرناً وصلوا على نية السيف ليثأروا من تاريخ السلف الفاسد .