المدير الحالي تمكن أن يُنجز بسنتين فقط ما عجزوا عن إنجازه لسنوات كثيرة... فإلى متى ستبقى الحمايات السياسية والأمنية تحمي الفاشلين والفاسدين؟
 
أكثر من مئة وخمسين دعوة رُفعت، جلسات للجنة الاعلام والاتصالات عُقدت، مؤتمرات صحافية مقدمات للنشرات الإخبارية ومئات المقالات والبيانات كُتبت، أسفرت نتيجتها بإستئصال المرض الخبيث الذي كان يرأس هيئة اوجيرو، مع حفظ ماء وجهه بمنع محاكمته ومحاسبته قضائياً.
 
الأعوام الإحدى عشر التي أمضاها برئاسة الهيئة كانت كافية بإنشاء جيلٍ فاسدٍ، لا يعمل ولا ينتج، همه الأول والأخير تلفيق الأخبار وقبض العمولات والكفاءات، لم يتعلم أياً من تلاميذ الامس؛مدراء اليوم، معنى الادارة وكيفية تطبيق الخطط ووضع الرؤى، وهذا ما تسبب ويتسبب بهذه الفوضى العارمة داخل أروقة أوجيرو.
 
لم يعتد هؤلاء على العمل، فوقفوا صفاً واحداً لمواجهة الرؤية الواضحة والخطة التي وضعها مدير عام هيئة أوجيرو الحالي عماد كريدية لإدارة قطاع الاتصالات وفقاً للمعايير المعمول بها في أكثر الدول تحضراً، فلم ينسجموا معها، لا من الناحية الفنية والتقنية، ولا من الناحية الادارية وتحديداً فيما خَص ترشيد الإنفاق ووقف الهدر.
 
أكثر من ثلاثين مشروعاً يتم العمل بهم الآن في قطاع الاتصالات تديرهم هيئة أوجيرو، فالصيانة تحسنت، جميع السنترالات رُبطت فيما بينها بشبكة ألياف ضوئية، سرعات الانترنت حُررت، أسعار الاتصالات خُفضت.... واليوم يتم العمل لربط جميع البيوت بشبكة ألياف ضوئية والتي من شأنها خلق نقلة نوعية في قطاع الاتصالات والتي تساعد أيضاً على جذب الكثير من الاستثمارات والمشاريع لا سيما تلك التي يمكن إدارتها عبر الإنترنت.
 
هذه المشاريع أزعجتهم وأربكتهم، هم الذين راهنوا سابقاً على فشل المدير العام الحالي بإدارة القطاع، فوقعوا بالفخ الذي نصبوه وتبيّن أنهم وحدهم الفاشلين، وأن المدير الحالي تمكن أن ينجز بسنتين فقط ما عجزوا عن إنجازه لسنوات كثيرة، فأسقطوا الأقنعة عن وجوههم السوداء واتخذوا من مدير الموارد البشرية في الهيئة رأس حربة، لتلفيق الأخبار والتهم إعلامياً، ظناً منهم أنهم وبهذه الطريقة سيتمكنون من تحقيق أهدافهم، ولكن واقع الحال يؤكد أن عجلة العمل انطلقت ولن تتوقف.
 
ولكن يبقى السؤال، إلى متى ستبقى الحمايات السياسية والأمنية تحمي الفاشلين والفاسدين؟ ألم يحن الوقت لإستئصال باقي الخلايا المسرطنة داخل أوجيرو وباقي الإدارات والمؤسسات العامة؟