يضيف تمام سلام، اليوم، بصورة رسمية، لقبا جديدا الى القابه العديدة. 
بعد «البيك» و«ابن البيك» ورئيس جمعية المقاصد و«سعادة النائب» و«معالي الوزير»، سيدخل نادي رؤساء الحكومات، في تجربة سياسية جديدة، اعادت كرسي الرئاسة الثالثة الى بيروت والبيارتة بعد غياب طويل، وهو ما رأى فيه تمام سلام ميزة اضافية من ميزات الاجماع الوطني على تكليفه. ولكنه، وفي الوقت ذاته، بدا متهيبا الموقف وحساسيــته وخطــورته، وقال ان المهمة صعبة والحمــل ثقيل، لكــن الارادة والعزم موجودان لانتشال البلد من الهوة السحيقة.
عاد تمام سلام من السعودية مرتاحا بعد لقاء مطول مع الرئيس سعد الحريري، وهو وإن لم يلتقِ اي مسؤول سعودي، يشعر بأن المملكة ستمنحه الهامش الواسع للحركة وستسعى لتسهيل مهمته في التأليف. 
هي فرصة كبيرة ربما لن تتكرر لتثبيت الحيثية السياسية لآل سلام وله شخصياً، وللتحرر من بعض القيود السياسية التي كانت تكبله بسبب تحالف الضرورة والموقف السياسي مع «تيار المستقبل»، وهو الآن يعي ان رئيس الحكومة لن يكون لطائفة، ولن يكون سنياً فقط ، خاصة اذا اتى بإجماع وطني من كل الكتل النيابية، وبالتالي لن يتصرف الا وطنياً ولن يشكل الا حكومة وحدة وطنية او وفاق وطني او مصالحة وطنية تضم كل الاطراف.
وفي دارة المصيطبة التي لم تقفل ابوابها يوما برغم كل الرياح ومحاولات الالغاء التي تعرضت لها، يستقبل تمام سلام في منزله بعض الاقرباء والاصدقاء المقربين، قبل ان ينزل الى الديوان، حيث كان حشد من أبناء العاصمة ينتظرونه للتهنئة وللدعاء له بالتوفيق بالتوازي مع عشرات اتصالات التهنئة.
لا يخفي الحاضرون في مجلس «تمام بيك» ارتياحهم الى عودة الكرسي لدارة آل سلام ولبيروت بشكل خاص، لذلك وضعت صورة كبيرة للمرحوم الرئيس صائب سلام في صدر الديوان، وراح تمام يلتقط الصور مع المهنئين والصحافيين قرب الصورة، بما يحمل هذا الموقف من معانٍ ومغازٍ عاطفية ومعنوية.
يقترح أحد الحضور على «تمام بيك» تسمية حكومته باسم «حكومة السلام» تيمنا باسم العائلة اولا، ومن قبيل تأكيد المسعى لتثبيت السلم الاهلي والوفاق الوطني، فتروق له الفكرة لكنه لا يعلق، سوى بالقول: «سنسعى لتحقيق السلام في الداخل».
يتحفظ تمام ســلام في الخــوض في اي موضوع او موقف او تصور حول شكل الحكومة وحجمها ودورها السياسي، قبــل ان يتم تكليفه رسميا وقبل ان يقوم باستــشاراته مع الكــتل النيابية، بدءا من الاثنين المقبل على الأرجــح، ولكنه قال لـ«السفير»: «اذا تم تكليــفنا ستــكون اولى مهام الحكومة انجاز قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النــيابية، اضافة الى تثبيت السلم الاهلي وتحقيق المــصالحة الوطنية بما يهيئ الارضية لمرحلة مقبــلة هادئة بعد اجراء الانتخابات، تؤمن عــودة المغتربين والسياح والمصطافين، خاصة اننا على ابواب الصيف ونأمل ان يكــون هذا الصيف صيفا هادئا ومريحا للجميع خاصة للاشقاء الخليجيين.
ويؤكد سلام «ان لا مهمات وملفات سياسية كبيرة امام الحكومة اذا كانت مهمتها الاساسية الاشراف على العملية الانتخابية، لذلك لن نكبر الحجر ولن نعِد بالكثير». ويقول انه بناء لمهمة الحكومة المرتقبة، فهو يفضل ألاّ تكون فضفاضة او موسعة، لكن هذا الامر خاضع للمشاورات مع الكتل النيابية. 
وحول الموقف من مضمون البيان الوزاري لا سيما عبارة الجيش والشعب والمقاومة التي وردت في كل بيانات الحكومات السابقة والاعتراضات اللاحقة عليها، يقول سلام بعد تأمل سريع: «نحن بالتأكيد مع المقاومة ضد الاحتلال من دون تحفظ ما دامت توجه سلاحها الى العدو الاسرائيلي، لكننا نرفض توجيه اي سلاح من اي طرف الى الداخل، وهنــاك «اعلان بعبدا» الصادر عن هيئة الحوار الوطنــي الذي وافقت عليه كل الاطراف، وينــص على الاستــفادة من قدرات المقاومة للدفــاع عن لبنــان الى حين تمكين الجيش من بنــاء قدراته الدفاعية القوية».
وفي دردشة مع الاعلاميين، قال سلام: «العبرة هي في ان نحقق ما يريح بلدنا ومواطنــينا، واجراء الاستحقاق الانتخابي الديمــوقراطي، ونحن ننتظر تبلور الامور بعد الاستشــارات لنقول كلاما فيه فائدة. ولن استبق التكليف الرسمي واستشارات التأليف حــيث سأستمع الى كل الاطراف، لنبــني على الشــيء مقتضاه». 
وعن علاقته مع الاطراف السياسية، قال سلام: علاقتي قبل كل شيء هي مع وطني بكل مكوناته ومقوماته، وانا منفتح على الجميع وافتح يدي وقلبي وعقلي للجميع، لنواجه المرحلة الصعبة بمسؤولية وطنية ولن نوفر جهداً وعملاً من اجل انقاذ البلد.
واكد انه مرتاح لأن تسميته اسهمت في تنفيس الاحتقان السياسي والشعبي، وقال: الناس لها حق علينا بان نعمل ما يريحها وهذا ما سنسعى له مع الجميع.
وأوضح سلام ان علاقته كانت وستبقى طيبة مع الرئيس سعد الحريري، وان الحريري يبادله العلاقة نفسها.
ينهي سلام استقبالاته ظهرا. يستمع الى بيان الرئيس نبيه بري، الذي اعلن تسمية «تكتل التنمية والتحرير» له كرئيس للحكومة وذلك بعد اتصال تلقاه من علي حمد من عين التينة. يتوجه بعد ذلك الى مسجد المصيطبة المقابل لدارته، حيث يؤدي صلاة الجمعة اسبوعيا، وسط ترحيب المصلين وتهنئتهم له، ليعود بعد ذلك الى المنزل ويتابع عبر الشاشة الصغيرة الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري. وشكر سلام في تغريدة له عبر «تويتر» متابعيه وجمهوره على مشاعرهم داعيا الى انتظار نتائج الاستشارات النيابية.