محاولات تبريد الأجواء لم تتوقف وزخمها ونتائجها هذا الاسبوع
 

يُفترض ان يشهد الاسبوع الجديد مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت، مرحلة جديدة من التوجه الرسمي في التعاطي مع القضايا المطروحة والمؤجلة، لعل اهمها لملمة الوضع الحكومي الذي اصيب بانتكاسات شتى نتيجة الخلافات والسجالات بين معظم مكونات الحكومة حول ملفات إجرائية في ظاهرها، لكنها تستبطن ايصال رسائل حول إدارة البلد وملفات عالقة مثل التعيينات الادارية لا سيما في نيابة حاكمية مصرف لبنان، والمجلس الدستوري وبعض الادارات العامة والوزارات والمجالس.

 إضافة الى لملمة الوضع الامني الذي انتكس جزئيا بعد جريمة طرابلس الارهابية الاثنين الماضي، وما نتج عنها من سجالات ومواقف، جرى ويجري العمل على توضيحها، سواء بزيارة وزير الدفاع الياس بوصعب الى دار افتاء طرابلس امس الاول، او في الزيارة المرتقبة عند الواحدة من ظهر اليوم الاثنين لوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي الى دار الافتاء للقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، فيما ينشط الوزير وائل ابو فاعور للملمة الخلاف بين «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي بعد السجال حول رئاستي بلديتي شحيم والجية في اقليم الخروب، من دون ظهور نتائج فعلية حتى الان.

وسيكون للوزير جريصاتي موقف بعد زيارة المفتي دريان يؤكد على وحدة الصف الرسمي والسياسي والوطني بعد المواقف التي تحدثت عن استهداف للطائفة السنية، في حين يفترض ان يقوم وفد من منسقية «التيار الوطني الحر» في بيروت بزيارة للمفتي دريان للغرض ذاته. ويتم ذلك وسط تأكيدات من طرفي الازمة «المستقبل والتيار الحر» أن التسوية السياسية التي انتجت الانتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات النيابية وإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، ستبقى صامدة برغم بعض الهزات التي اعترت اركانها، فيما تبدو المشكلة مع الحزب الاشتراكي اكبر واعمق مع شعور رئيس الحزب وليد جنبلاط ان التسوية السياسية وان انتجت استقرارا سياسيا لكنها تُمارس بطريقة ثنائية او ثلاثية تؤدي الى تغييب مكونات سياسية اساسية ومنها الحزب الاشتراكي والطائفة الدرزية عن القرار. وهو ما دفع عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب فيصل الصايغ، الى القول عبر حسابه على «تويتر»: «رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والله يحمي اتفاق الطائف من اعدائه».

وتفيد مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي لـ«اللواء» ان ما يزعج الحزب ورئيسه ليس مجرّد خلاف بلدي يجري العمل على حله عبر تدخل المخاتير والاعيان في شحيم لمعالجة مسألة المداورة برئاسة البلدية، لكن هناك شيء اكبر يتعلق بسوء الإدارة السياسية لأمور البلد ككل، وقالت المصادر: التسوية السياسية المفترض ان تؤمن استقرارا سياسيا وتهيئ لإصلاح الاقتصاد، أنتجت تسويات وتفاهمات ثنائية وثلاثية سياسية وطائفية على حساب اتفاق الطائف، وبدا ذلك في كل الخطط والمشاريع التي تم اقرارها بموجب التفاهمات الفرعية، ومنها خطة الكهرباء التي ضربت مبدأ المناقصات، وموازنة لا رؤية اصلاحية اقتصادية اجتماعية فيها، والتحضير لمرسوم جنسية غير مفهوم وغير واضح، عدا تغييب المعايير الواجب اعتمادها في التعيينات.

واضافت المصادر: نحن نعتقد انه في ظل هذا النظام الطائفي الزبائني لا نرى انه سيتم وضع معايير للتعيينات ولكيفية إدارة امور البلد بشكل صحيح وسليم، فالكل يشد عصب حزبه وطائفته، ما يلغي الانتماء الوطني ومن لا يملك انتماء وطنيا لا يستطيع ان يخدم البلد في اي موقع كان. كيف سيحاربون الفساد وهم يقيمون محميات سياسية وطائفية ومناطقية هنا وهناك؟

ومع ذلك تؤكد مصادر «الاشتراكي» ان الحزب الاشتراكي اوقف السجال بعد ساعتين من اندلاعه مع «المستقبل» بناء لطلب وليد جنبلاط، وان التسوية باقية والعمل جارٍ لتحصينها عبر مساعي الخير القائمة على اكثر من جهة، والمهم ان نصل الى ادارة سليمة للبلد تؤمن تكافؤ الفرص للناس وتعالج المشكلات الكبيرة القائمة.

وبالمقابل، تؤكد مصادر «تيار المستقبل» ان الامور تتجه نحو الحلحلة، وان السجالات محصورة بمستويات مختلفة لكنها لم تشمل الرئيس الحريري شخصيا فهو لم يتدخل وليست مهمته ان يتدخل في هكذا سجالات.

وتبقى خلافات «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» موضع تساؤل عن الجدوى من استمرارها غير تسجيل المواقف والنقاط الواحد على الاخر، وهي حتى الان لم تؤدِ سوى الى توتير الساحة المسيحية من دون ظهور افق للحل بين الطرفين، بينما الساحات الاخرى بدأت ايجاد الحلول ولو المؤقتة، لكن لا يعرف احد الى متى يبقى ويطول التفاهم المؤقت على التهدئة.