هل أشفق ترامب على الشعب أو النظام الإيرانيين؟
 

غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حسابه في تويتر أن " أسعار النفط كانت تفوق 82 دولارا ووصلت الآن الى 54 دولارا. هذا لصالح دافعي الضرائب... شكرا للسعودية..."

الرئيس ترامب شكر المملكة العربية السعودية على ما يزعم رفعها مستوى إنتاجها من الخام ونسي أو تناسى أن المملكة تستعد لخفض مليون برميل من  انتاجها الخام بحلول الشهر المقبل. وكذلك نسي ترامب أن قراره بحظر جميع الزبائن النفطية من شراء نفط إيران لم يصمد أمام الواقع لشهر واحد فقط واضطر هو (ترامب) من إعفاء أهم زبائن إيران النفطية من ذاك الحظر وسمح لهم بشراء النفط من إيران وفي خطوة قاسية له صرّح ترامب بأنه أعفى 8 دول من حظر شراء النفط الإيراني ولو لم يكن يتخذ هذا القرار لكانت تتجاوز أسعار النفط 150 دولاراً على البرميل الواحد. 

واذا تستطيع المملكة السعودية ملأ الفراغ الناتج من تجميد صادرات إيران من الخام فلماذا أقر ترامب باعفاء 8 من زبائن إيران ومنهم الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا وإيطاليا من العقوبات التي فرضها على شراء النفط من إيران؟ 
هل أشفق ترامب على الشعب أو النظام الإيرانيين؟ أو تخوف كما صرح هو من ارتفاع أسعار النفط؟ 

إقرأ أيضًا: إيران تُهدّد أوروبا بالإنسحاب من الإتفاق النووي

 

واذا كان السبب هو الثاني ألا يجب عليه أن يشكر إيران على استمرارها في صادرات الخام كما زبائنها اللواتي  يلحنّ على واردات الخام من إيران. 

ثم ان ترامب يعلم جيداً ان المملكة السعودية تتضرر من هبوط أسعار الخام وأن الحصة الزائدة التي تنتجها مكلفة جدا وهي تريد خفض منتوجها من الخام وستكشف قمة الدول المصدرة للنفط عن تلك الخطة السعودية المنسقة مع الروس. وربما يريد ترامب أن يخدع السعوديين عبر التصفيق لهم وصنع انتصار وهمي لهم وتسجيل خفض أسعار النفط باسمهم حتى يذهبوا باتجاه ما لا يطيقون من إنجازه رغبة في إرضاء الرئيس ترامب. 

لا شك في أن الرئيس الأميركي سيفتح وابلاً من كلماته النارية على السعودية بعد شهر أو شهرين وفور قرارها بخفض إنتاج الخام الذي سيرافقه إرتفاع الأسعار. إن الشتاء المقبل سيرفع طلب النفط وأسعاره وعلى الرئيس ترامب أن يستعد لذاك الشتاء الذي يتقدم.