كيف يمكن الخروج من مأزق الإنقسام وشدّ الحبال في لبنان ؟
 

مهما يقال ومهما يكتب عن القرار السيادي للدول، يبقى من الصعوبة في مكان القول ،ان هذه الدولة ام تلك معزولة عن باقي العالم .الأمر الذي يمكننا اسقاطه على الواقع اللبناني بحيث انعدام امكانية عزله عن طبيعة الصراع المفتوح اليوم بين اميركا وايران .حيث الاولى تتحدث عن وقف نفوذ ايران في المنطقة وايران بدورها تسعى الى انهاء المشروع الاميركي في المنطقة . ودون ان ننسى بالطبع التفرعات الثانوية لهذا الصراع والمقصود هنا مسألة العقوبات الامريكية على حزب الله . 

 

فنحن اليوم عاجزين عن تطبيق سياسة النأي بالنفس التي تشكل احدى العقبات امام تشكيل الحكومة العتيدة . وحتى لنفترض ان الحكومة تشكلت أليست مرشحة لعملية شد حبال بين من يرفض الانضمام الى المحور الايراني وبين من يعلن انه ملتزم بهذا المحور ويحقق الانتصارات ؟! وهنا لا بد من السؤال كيف يمكن الخروج من مأزق الانقسام وشد الحبال؟ وهل البلد يستطيع ان يتحمل المزيد من العقد والمعوقات بوجه تشكيل حكومة تستطيع ادارة البلد ولو بالحدود الدنيا لتأمين مصالح المواطنين الاساسية؟!

 

من الواضح لغاية الآن انه مهما كثرت التطمينات والاحاديث عن متانة الوضع النقدي، وعن التعثر بالوضع الاقتصادي ، يبدو جلياً ان البلد واقع بين المطرقة الايرانية والسندان الأمريكي . والطبقة السياسية عندنا عدا عن عامل الانقسام فهي غارقة في غيها نحو زيادة مكاسب كل طرف من أطرافها . 

 

إقرأ أيضا : ماشاء الله شو هالمعلم لسانو متل صحتو !

 

 

وبالعودة للكباش الأمريكي الإيراني فكل منهما لديه المشروع والسلاح الذي يستخدمه الامريكي يراهن على العقوبات والدولار .والايراني يراهن على الصبر والموقف الاوروبي . لكن الطبقة السياسية عندنا على ماذا تراهن ؟ خصوصاً ان الامور تتجه الى المزيد من التصعيد . بحيث ليس من السهولة الحفاظ على ضوابط في صراع مفتوح،وان كان الجميع يستبعد الحرب مباشرة بين اميركا وايران الا انه من الممكن فسح المجال امام الاذرع لخوض معارك جانبية ،وهذا ما يعبر عنه بوضوح تهديد الجنرال قاسم سليماني لأمريكا بحروب غير متماثلة . لكن يبدو واضحاً ان الشركات الاوروبية الكبرى تهرب من ايران خوفاً من العقوبات الامريكية ،ووضع الريال الايراني بحالة يرثى لها . وموضوع النفط وعدم تصديره لربما يقود الى تطورات عسكرية لم تكن في الحسبان . 

 

والخطر كل الخطر ان نواجه هذه التطورات بلا حكومة . والى متى يمكن ترك البلد تحت تأثير المطرقة والسندان ؟!