لقد أدهشنا وليد المعلم حرّك فينا مواجع قومية عميقة ذكرنا بالأيام الخوالي بأمجاد أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة...
 

أتحف وليد المعلم العرب والغرب وشنف أسماع العالم بخطبة عصماء بدا فيها خطيباً مفوهاً كخطباء اسبارطة معيداً أمجاد العرب في سوق عكاظ ومُذكراً بآل نهرو وغيفارا وكاسترو وتشرشل وبدا أمام طلته الغرّاء في الأمم المتحدة هزيلاّ وجه ريس العرب والعروبة جمال عبد الناصر حتى الأسد الكبير بات شبلاً رضيعاً أمام هذا الجهبذ التاريخي الذي أعاد سوريا كاملة غير ناقصة مما فيها الجولان المحتل ولواء اسكندرون وحنّ على فلسطين قردّها أو استردها بقوّة الجيش العربي السوري الذي لا يُقهر وهدّد دول الاحتلال أميركا وفرنسا وتركيا وقال بأنه سيعاملهم معاملة الإرهابيين ومنحهم فرصة الاستيقاظ باكراً وضبّ طائراتهم وسفنهم وبوارجهم وآلياتهم وجنودهم العاديين والفرق الخاصة من المارينز الى الكومندوز الفرنسي والتركي وإلاّ سيزلزل الأرض من تحتهم براً وبحراً وجواً وساعتئذٍ فليتحمل المجتمع الدولي عواقب تحويل الأمريكيين والفرنسيين والأتراك الى جثث مصندقة اذا لم يتحولوا الى بقايا أشلاء ورماد .

 

لقد هدّد العدو الاسرائيلي ووعده بجولة جديدة من جولات المقاومة لتحرير الجولان دفعة واحدة وعدم ترك أي شبر مهما كان صغيراً للعدو الذي يتربص شراً بالجولانيين السوريين عوضاً عن استهدافه اليومي بطائراته التي تزور سورية على موعد وغير موعد دون أن يكون لنا سوى حق الردّ في الزمان والمكان العربيين المناسبين لأن الكيل قد فاض وبات الحساب حسيباً وعظيماً يوم القيامة .

 

لقد أدهشنا وليد المعلم حرّك فينا مواجع قومية عميقة ذكرنا بالأيام الخوالي بأمجاد أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وأيقظ  ميشال عفلق و أنطون سعادة من خشخاشتيهما وابراهيم هنانو من قبره وأجيال كاملة كانت كامنة في رسالة البعث وقبرت ومازالت شواهد في أضرحتها على تجربة مرّة ولا أمرّ منها لا في الأمويين ولا في العباسيين .

 

إقرأ أيضا : ولدان وقنديلان وأقرع ومتقاعد استراتيجي

 

 

لأول مرة يتحقق الحلم العربي بهدوء وسلاسة لسان وبوضع عربة الأمّة أمام الحصان العربي فأثار غبار النصر و أعاد كثافته الآتية من التاريخ من خالد ابن الوليد الى صلاح الدين والظاهر بيبرس وقد فاقهم رجولة وفحولة كونه يهدد أميركا لا كأقرانه المذكورين الذين انتصروا بسيف من حديد على سيوف من حديد في حين أن المعلم البطل انتصر على أعداء اذا أرادوا وبكبسة زر تصبح سورية في خبر كان وممسوحة تماماً عن خريطة الوجود وقد أذاقهم رغم ما يملكون عذاب من غسلين .

 

الحمد لله الذي أحيانا لنرى بأم العين ما لا يُرى من مجد لا يعلوه مجد ومن قامة ضخمة لا توازيها ولا تزنها قامة أخرى بطل تشريني من أبطال العزة والكرامة أعطانا جُرعات من الحياة فأحيا الأمل الميت فينا وأخذ بأيدينا الى حيث يجب الى الجولان عن طريق إدلب والى فلسطين عن طريق درعا إنه لفتح عظيم من فتوحات الخلفاء ويوم مشهود من الأيام المعلومة من تاريخ أمّة حباها الله بالنصر المؤيد و المسدد كيفما توجهت واتجهت وولّت شطر وجهها .

 

غداً سنكون في الجولان مادام  الوليد على أبواب القدس وسنقيم مذابح الشهادة على رُكام وحطام أميركا في الرقّة ودير الزور ما دام عسكر بني عبس في طريقهم لنجدة أبناء عمومتهم و أخوالهم من مضر درعا وبادية الشام وسننسى كل آلامنا ومحننا و أزماتنا و أحزاننا الغائرة في عمق تاريخ العرب الجُدد من أحزاب لم تصدأ سيوفها المُسلة على رقاب الشعوب والصدئة أمام الأعداء الحقيقيين والمحتلين للقدس ولمقدسات أخرى .