هواجس لدى كتلة «المستقبل» من توجهات «التيار الحر»، والخارج ليس بريئاً من دم التعطيل
 

ينتظر لبنان عودة الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من الخارج، فالرئيس عون سيعود من ستراسبورغ، بعد إلقاء كلمته اليوم امام البرلمان الأوروبي، كما سيعود الرئيس الحريري من هولندا حاملاً معه نتائج جلسات المرافعة الختامية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.


أما لبنان ينتظر عودة الرئيسين بهدف إعادة فتح الملفات الحكومية، ومن أجل "معاودة الاتصالات بينهما لتقريب المسافات، أو تدوير الزوايا، في شأن الصيغة الأخيرة التي قدمها الحريري للرئيس عون" حسب ما أفادت صحيفة "اللواء".
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة وفقاً لمعلوماتها، إلى "إمكانية زيارة تشاور غير مستبعدة سيقوم بها الحريري إلى الرئيس عون، بعد عودتهما إلى بيروت، كما ستكون للحريري جولة جديدة من المشاورات مع القوى السياسية بحثاً عن إيجاد مخارج تساعد على ردم الهوة التي لا تزال موجودة في ما يتصل بالتأليف".


وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى "الهواجس التي عبرت عنها أوساط في كتلة «المستقبل» النيابية من توجهات «التيار الحر»، وما يطرحه من شروط ومعايير لتشكيل الحكومة بأنه محاولة إلغاء للاخرين". مشيرةً إلى أن "مطلب «التيار» بأحد عشر وزيراً تعني انه وحده سيملك الثلث المعطل، وهذا لا يقبله الرئيس الحريري بأي شكل، إذ لا مجال لنيل طرف سياسي واحد من دون حلفائه الثلث المعطل".


أما مصادر مطلعة على أجواء بعبدا، أوضحت حسب الصحيفة، أن "المعايير التي يطلبها عون تؤدي إلى تشكيل حكومة وفاق وطني عبر تمثيل القوى السياسية بحسب حجمها الحقيقي، وبما لا يلغي نتائج الانتخابات وبما يؤمن تكافؤ الفرص والمساواة بين مكوناتها".


لكن هذه المعايير، حسب المصادر، و"التي يطالب بها عون و«التيار الحر» استناداً إلى المعايير الحسابية ربما لا تناسب الرئيس الحريري الذي يرى أن التزام هذه المعايير حرفياً وعملياً ربما يخلق تكتلات كبرى داخل الحكومة قد تعطلها أو تربك عملها، أو تجعلها مكاناً للحروب السياسية بين المتخاصمين، عدا عن انها تخلق اثلاثاً معطلة بدل الثلث المعطل الواحد، وهو الذي طالب علناً منذ يومين بحكومة لا غالب ولا مغلوب".


وفي المقابل، وبعيداً عن العراقيل الداخلية، أكد مرجع سياسي لصحيفة "الجمهورية"، "انّ الجو الخارجي هو المعطل فعلاً لتأليف الحكومة، في الوقت الذي بلغت الاتصالات الداخلية مرحلة متقدمة من التوافق في هذا الصدد"، وقال: "لا أحد يقنعنا بأنّ عقدة توزير هذه الفئة أو تلك هي ما يعطّل تأليف الحكومة، إنّ الخارج ليس بريئاً من دم التعطيل".