لا تزال إيران ملتزمة بشروط الاتفاقية النووية لعام 2015 لكنها قالت إنها ستعود إلى تخصيب اليورانيوم إذا لم تحصل على فوائد اقتصادية من البقاء في الصفقة
 

يتعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني لضغوط متزايدة بعد فشله في إرضاء أعضاء البرلمان الذين استقبلوه أمام البرلمان للإجابة على أسئلة حول الاقتصاد المتعثر وتشديد العقوبات الأمريكية. وقد تم استدعاء روحاني إلى البرلمان لأول مرة في فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات ، حيث واجه استجواباً من النواب بسبب ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والقيمة المنهارة للعملة الإيرانية.

دافع الرئيس عن حكومته وقال إن إيران ستتغلب على "المسؤولين المناهضين لإيران في البيت الأبيض" الذين سحبوا الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية لعام 2015.وقال "نحن لسنا خائفين من أمريكا أو من المشاكل الاقتصادية". "سوف نتغلب على المشاكل".

لكن ظهوره لم يطمئن النواب. صوتوا بأن إجاباته كانت غير مرضية في أربعة من أصل خمس تهم. مما سيسمح بإحالة القضية إلى القضاء للتحقيق فيما إذا كانت الحكومة قد خرقت القانون. وقد يؤدي ذلك الى عزل روحاني وإقالته من منصبه على الرغم من عدم وجود مثل هذا الاقتراح أمام البرلمان. ومع ذلك، قام النواب بمحاسبة وزير الاقتصاد ووزير العمل هذا الشهر، مما يشير إلى الرغبة في استخدام سلطاتهم.

إنّ روحاني، الذي تمّ انتخابه وإعادة انتخابه بعد وعده بإنهاء العزلة الدولية لإيران، في وضع محفوف بالمخاطر بعد ان راهن برأسماله السياسي عبر متابعة الاتفاق النووي في مواجهة معارضة المتشددين، غير أنّ دونالد ترامب أخرج الولايات المتحدة من الصفقة هذا العام.

وهو يواجه الآن سخطًا اقتصاديًا واسع الانتشار، ومن المرجح أن تزداد المشاكل سوءًا مع تكثيف الولايات المتحدة للعقوبات. ستدخل موجة جديدة من العقوبات حيز التنفيذ في نوفمبر ، عندما يتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الدول أو الشركات التي تشتري النفط من إيران.ويكافح روحاني لإقناع الدول الأوروبية بمواصلة التعامل مع إيران والمخاطرة بالعقوبات الأمريكية.

لا تزال إيران ملتزمة بشروط الاتفاقية النووية لعام 2015 لكنها قالت إنها ستعود إلى تخصيب اليورانيوم إذا لم تحصل على فوائد اقتصادية من البقاء في الصفقة.

لقد أشار روحاني بطريقة خفيّة إلى "طريق ثالث"  فيما يخص الاتفاقيّة النوويّة، دون البقاء بالكامل أو الانسحاب الكامل. ولم يذكر تفاصيل موضحًا انّه ناقش الفكرة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واعتبر روحاني إنّ مشاكل إيران بدأت باحتجاجات واسعة النطاق في يناير، مدفوعة بارتفاع الأسعار. وحثّ النواب على دعم حكومته وعدم تشجيع الاحتجاجات معتبرًا انّها أضعفت البلاد.

" لقد أغرت الاحتجاجات ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي. فعلى الرغم من أنّ المشاكل الاقتصادية كانت خطيرة ، يقول روحاني"الأهم من ذلك هو أن الكثير من الناس فقدوا ثقتهم في مستقبل الجمهورية الإسلامية ويشككون في قوتها".

ترجمة وفاء العريضي


 بقلم راف سانشيز نقلا عن التلغراف