الظاهرة التي عرفت منذ عصور وما زالت تتوسع على الصعيد العربي والأجنبي وتطال مجتمعنا اللبناني هي  مادة قاتلة تمسح العقول بسمومها الفتاكة الكبيرة , هذه الظاهرة هي الإدمان على المخدرات .
حالات الأدمان على المخدرات تتصاعد في مجتمعنا خصوصا بين الجيل الصاعد والأكثر خطورة انتشارها في المدارس والثانويات والجامعات
ليس هناك من سبب وجيه لتعاطي المخدرات ومهما كانت الأسباب فهي ناتجة في بعضها من المشاكل التي يتعرض لها الإنسان من قبل الأهل أو الأوضاع المعيشية أو حالات الحب لدى البعض ، وهناك أسباب كثيرة.
والإدمان يشكل خطورة كبيرة على الجسم وتعتبر المواد المخدرة من أكثر المواد الكيميائية خطورة على جسم الإنسان ، حيث يطال تأثيرها المدمر كافة أجهزة الجسم وخاصة الأعضاء الداخلية الأكثر حيوية ، وقد تكون بعض الأعراض الآتية واضحة لكل من يتعاطى هذه المواد القاتلة ، كالتعرق الشديد وجفاف الفم وتسارع نبضات القلب والرعشة والخدران في الأطراف ، وقد يطال تأثير هذه المواد  كافة الأعضاء الداخلية في الجسم.
ومن أهم أجهزة الجسم التي تصيبها المخدرات بالدمار والتلف نذكر
أولا: الدماغ : انه العضو الأكثر أهمية في جسم الإنسان وهو العضو الأكثر تأثرا بكافة أنواع وأشكال المخدرات.
ثانيا: الجهاز التنفسي: ذلك يؤدي إلى أن يطال تأثيرها المدمر كل من الفم والحنجرة والقصبات الهوائية والرئتان.
ثالثا: القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي : وقد دلت الدراسات الصحية أن تدخين الحشيشة والسجائر يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الجلطات لدى هؤلاء المدخنين بنسبة تتجاوز 200 %مقارنة مع غير المدخنين ، ومما يلفت الانتباه أن مدخني الحشيشة تظهر عليهم أعراض احمرار العينين ، أما المواد المخدرة الأخرى كالكوكائين وبالمثل النيكوتين تعمل على انقباض الشرايين والأوردة الدموية ، مما يؤدي إلى انسدادها وهذا يرفع من نسبة الإصابة بالجلطات والذبحات الصدرية.
رابعا: الجهاز الهضمي : تتميز هذه المواد الخطرة ان تأثيرها يكون مباشرا ومتلفا للكبد ، ويتسبب الهيروين في حدوث سوء في امتصاص الطعام وما ينجم عنه من سوء للتغذية وفقر للدم.
خامسا: مخاطر المخدرات على المرأة الحامل : تلعب المخدرات دورا هاما في زيادة العقم لدى النساء المدمنات على هذه المواد السامة ، وفي حال تم الحمل فإن احتمالية الإجهاض تكون عالية ، وقد وجد أن بعض تلك المواد تؤثر على خصوبة الرجال بشكل مباشر ، فتدخين الحشيشة يقلل من عدد الحيوانات المنوية لدى هؤلاء المدخنين ويفقدها حيويتها وقدرتها على الإخصاب بشكل جيد. إن إدمان المرأة الحامل على الكحولات وعلى المواد المخدرة يعتبر في واقع الأمر جريمة مزدوجة ، فهي ترتكب جرم الإضرار بنفسها والإضرار بجنينها ، ونظرا لكون جسم الجنين غير قادر على التخلص من هذه المواد السامة ، فإن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضرر بليغ بهذا الجنين ، كحدوث خلل عصبي وجسدي ونقص للنمو وتشوه له ومشاكل سلوكية وتخلف عقلي في المستقبل لا يمكن أن يشفى منه طوال حياته.
لذلك الإدمان محرم في جميع القوانين فالبعض الآخر يعتبر هذه المواد جيدة لأنها تمسح الذاكرة من العذاب والألم لكن بعد فترة إنتهاء المخدر تعود الذاكرة الى طبيعتها فيتكرر التعاطي ويصبح مرة بعد مرة إدمانا مما يؤثر على الإنسان ويشكل خطورة على حياته فيحاول التخلص منه لا يستطيع ، لذلك يلجأ الى مكان مخصص للعلاج فيخسر من سنوات عمره لربما سنتين أو أكثر وذلك يعتمد على المخدر المتواجد داخل الجسم.
وأما هذه المشكلة فإن كل المؤسسات الرسمية والمدنية المعنية مدعوة لمضاعفة جهودها ونشاطها للحد من هذه الآفة وتأثيراتها الخطيرة على مستوى شبابنا وأطفالنا مه اهمية الإلتفات من قبل المؤسسات التربوية إلى خطورة انتشارها في المدارس وقد دلّت الاخبار على أكثر من حالة في عدد من المدارس في لبنان .