تأتي أهمية زيارة علي أكبر ولايتي لروسيا من التوقيت الزمني الدقيق لها حيث تتم تلك الزيارة قبيل لقاء بوتين وترامب
 

اليوم يحل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى آية الله خامنئي ضيفا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسليمه رسالتين من المرشد الأعلى خامنئي والرئيس حسن روحاني.

ويحمل ولايتي في هذه الزيارة صفة المبعوث الخاص للرئيس ولكنه سفير المرشد الأعلى المتجول الذي زار العاصمة الروسية مرات عدة خلال السنوات الخمس الماضية وأخذ على عاتقه مهمة التنسيق بين إيران وروسيا، وبتعبير آخر يمكن القول ان ولايتي هو حلقة الوصل ما بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني فيما يتصل بالعلاقات الإيرانية الروسية والتنسيق مع الروس في الموضوع السوري. فإن الدبلوماسية العسكرية التي تنتهجها في سوريا تتطلب ما هو خارج عن متناول وزارة الخارجية. 

وتأتي أهمية زيارة علي أكبر ولايتي لروسيا من التوقيت الزمني الدقيق لها حيث تتم تلك الزيارة قبيل لقاء بوتين وترامب. 

يبدو أن الرئيس الأميركي حريص كل الحرص على إنجاح اللقاء مع بوتين والإخراج بنتائج يمكن عرضها للشعب الأميركي والإعتزاز بها. 

ذلك لأنه وفق ما تسرب إلى الإعلام فإن القضية السورية تشكل محورا رئيسيا للقاء بوتين ترامب وتم إعداد صيغة لصفقة بين الرئيسين كما يلي: 

إن روسيا ستضمن إنسحاب القوات الإيرانية من المناطق الحدودية السورية الإسرائيلية مقابل إنسحاب القوات الأميركية من الأراضي السورية وتنازل الولايات المتحدة عن شرط تنحي الأسد. 

إقرأ أيضًا: خلايا إرهابية تعمل لإفشال الرئيس روحاني

 

ويبدو أن الولايات المتحدة قامت بتنفيذ تلك المطالب قبل تحويلها الى تعهدات، حيث أنهم التزموا الصمت أمام تقدم قوات الأسد إلى الجنوب وصرحوا بأن مشكلتهم ليست مع الأسد بل مع إيران، وهذا ما صرّح به مسؤولون إسرائيليون مؤخرًا  معربين عن تقديرهم لنظام البعث الذي لم يطلق رصاصة واحدة إلى الجولان منذ عقود. 

إزالة شبح التهديد الإيراني لإسرائيل هي بحد ذاته انجاز كبير للرئيس ترامب. 

وهناك مؤشر آخر وهو التحرك الروسي في الجنوب ودخولها في التفاوض مع المعارضين السوريين بوساطة أردنية. 

وما يدفع الأسد الى الابتعاد عن إيران هو الحظر الأمريكي الذي يخفف قوة إيران المالية لدعم سوريا الأسد فضلا عن أن روسيا اثبتت خلال أسابيع ماضية قدرتها على تحقيق انجازات عسكرية من دون مشاركة القوات التابعة لإيران.

ِيبدو أن رسالة المرشد الأعلى والرئيس الإيرانيين الى الرئيس الروسي تتركز على ضرورة استمرار تواجد القوات الإيرانية في سوريا. 

إن إيران تستاء من أن تصبح كبش الفداء لمصالح الروس ومصالحتهم مع الأمريكان، ولكن الحقيقة هي أن روسيا بحاجة الى التخلص من العقوبات الغربية التي وضعت عليها بعد الأزمة الأوكرانية وربما تفتدي بإيران من أجل التخلّص من ضغوط تلك العقوبات.