ما هي حقيقة تلك الأعمال البشعة التي تنطلق في أدق المراحل للسياسية الخارجية الإيرانية وتنسف البناء الذي تشيده الدبلوماسية الإيرانية لتطبيع العلاقات مع أوروبا؟
 

الكشف عن خلايا إرهابية إيرانية في عدد من الدول الأوروبية كنمسا وبلجيكا وألمانيا كان يمثل كارثة للرئيس حسن روحاني الذي تزامنت زيارته لسويسرا والنمسا مع الكشف عن تلك الخلايا الإرهابية التي تقول الشرطة أنها كانت بحوزتها ادوات تفجيرية وكانت تريد استهداف مؤتمر منظمة مجاهدي خلق في العاصمة الفرنسية باريس. 

 

والأنكى من ذلك هو تورط عدد من الدبلوماسيين في تلك العملية حيث من المفترض ان يستعد الطاقم الدبلوماسي في مهامه لتعزيز العلاقات السياسية وتوسيعها وليس خلق مشاكل مع البلدان. 

 

فما هي حقيقة تلك الأعمال البشعة التي تنطلق في أدق المراحل للسياسية الخارجية الإيرانية وتنسف البناء الذي تشيده الدبلوماسية الإيرانية لتطبيع العلاقات مع أوروبا؟ 

 

ثم من هو الذي يستفيد من توتير العلاقات الإيرانية الأوروبية؟ أليست إيران هي بحاجة إلى إقامة أحسن العلاقات مع أوروبا أكثر مما تكون أوروبا بحاجة إليها؟ 

 

مرت العلاقات الإيرانية الأوروبية منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بثلاثة مراحل وهي مرحلة البناء أي حكومة رفسنجاني وثم استمرت عبر حكومة خاتمي وهما حاولا توسيع العلاقات مع اوروبا وصنع الثقة لديها ولكن في تلك المرحلة اشتغلت الشبيحة الإيرانية بتعكير المياه وتوتير العلاقات عبر عمليات إرهابية لتصفية رؤوس المعارضين المغتربين وبعد الكشف عن ايرانيين متورطين في اغتيال عبد الرحمن قاسملو زعيم حزب ومه له الكردستاني بمقهى ميكونوس قطع الاتحاد الأوروبي علاقاته الدبلوماسية مع إيران ولم يفتحها الا بعد وصول الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الى الرئاسة. 

 

وتحدث رفسنجاني عن تلك الكارثة بعد سنوات وصرح بأنه لم يكن يعرف عن التخطيط لتلك العملية وحاول الكشف عن الرؤوس المدبرة لها فوصل الى خيوط في وزارة المخابرات. وأمر رفسنجاني حينها بإقالة سعيد إمامي مساعد وزير المخابرات في الشؤون الخارجية وفي عهد الرئيس خاتمي تم القبض على سعيد إمامي بعد وقوع سلسلة من الاغتيالات بين المعارضين داخل إيران وأكد خاتمي بأن وزارة المخابرات مخترقة من قبل الشبيحة المتجاسرة. وانتهى الامر بسعيد إمامي المتهم الاول لتلك العمليات أن انتحر او انتحروه في السجن. 

 

وخلافا لعهدي الرئيس رفسنجاني وخاتمي لم تشهد العلاقات الإيرانية الأوروبية مشاكل أمنية تؤدي الى التوتر. ربما لسبب بسيط وهو أن تلك الشبيحة التي تقوم بارباك العلاقات بين إيران والغرب هي كانت تمسك بزمام الحكومة في عهد أحمدي نجاد وكانت بحاجة الى تحسين العلاقات مع الغرب وليس توتير العلاقات.

 

إقرأ أيضا : خاتمي: إيران تراجعت 100 عام في مجال الديمقراطية

 

 

أما في عهد الرئيس روحاني ونظرا لما جرى في أوروبا مؤخرا وبالتزامن مع زيارة الرئيس روحاني لدولتين أوروبيتين يبدو أن التيار الإرهابي الذي يصل جذوره الى منابع داخلية ويموله المتشددون عاد الى عادته القديمة وهو افشال اي مخطط لتحسين العلاقات مع الغرب. 

 

إن إيران مقبلة على أقسى العقوبات التي سينفذها الرئيس دونالد ترامب ولا يقدر الاتحاد الأوروبي ان يدفع او يرفع عنها شر تلك العقوبات لدرجة اقتنعت إيران بأن يبيع الاتحاد الأوروبي مليون برميل من النفط الإيراني يوميا لانقاذ الاتفاق النووي وفي هذه الظروف بالغة الحساسية تقوم خلايا إرهابية بتفجير مقر مؤتمر مجاهدي خلق التي هي منظمة ميتة ومنسية فعلا. من يستفيد من تلك الاعمال الإرهابية إلا مجاهدي خلق وترامب ونتنياهو؟

من هؤلاء الشبيحة التي تمتص أموال الشعب الإيراني لضرب مصالحه وإفساد علاقاته مع الغرب والعالم؟! 

 

ألم تخترق إسرائيل الأجهزة الأمنية والمخابراتية الإيرانية من جديد؟!