هل القضية متعلّقة بإنتهاء مهمة الحزب في سوريا ؟
 

بدون مناسبة أطل أمين عام  "حزب الله " بالأمس بكلمة متلفزة، كان واضحا أن النقطة المحورية فيها هي إيلاء ملف اللاجئين السوريين في لبنان إهتمام غير مسبوق، بحيث بدا حرص السيد كبير على عودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم وأعلن عن تفاصيل عملية ينوي الحزب من خلالها العمل على تحقيق هذا الهدف، وأفرز لهذا الملف النائب السابق نوار الساحلي ومراكز لتلقي طلبات الراغبين بالعودة وأرقام هواتف ومواقع على التواصل الاجتماعي وما إلى هنالك .
 

من حيث المبدأ، فإن الخطوة لاقت ترحيبا كبيرا عند اللبنانيين بكل أطيافهم ومشاربهم ونحن منهم بالطبع، على الرغم مما يشوب هذه العملية من محاذير كثيرة ليس أقلها ، أن "حزب الله " طرف بالحرب السورية، مما يعني أن الفئة من اللاجئين محل إهتمامه ستكون فئة أنصار النظام أو من يرضى عنهم النظام حصرا وترك  الآخرين لمصيرهم المجهول .
 

أما عن سر إهتمام الحزب بهذا الملف الآن، فأعتقد بأن الموضوع يحمل عدة أهداف أولها القول أن الأوضاع بسوريا قد وصلت إلى خواتيمها السعيدة، وبأن أوضاع النظام مستقرة تماما وهو جاهز لعودة الناس إلى مناطقهم مما يعني من مؤشر كبير على أن مهمة الحزب بسوريا قد أنجزت بشكل كامل .

 

إقرأ ايضاً : صفقة العصر ... تحصيل حاصل
 

وعليه فإن عودة الحزب والإعلان عن انسحابه القريب يأتي بالسياق الطبيعي للأحداث وليس تلبية لشروط التسوية المعقودة بين أميركا وروسيا 

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإذا أخذنا بعين الإعتبار أن هذه الإطلالة تأتي بعد مرور فترة على الإنتخابات النيابية التي كانت حبلة بالوعود الإنتخابية  الكبيرة التي أطلقها السيد من محاربة الفساد وصولا الى المشاريع الانمائية لمنطقة بعلبك الهرمل والتي بدأ الناس يتهامسون بين الجدران بأن كل تلك الوعود تبين أنها ذهبت مع ريح الإنتخابات، فكان لا بد  للسيد ان يقدم مشروع ما يعني بالمباشر الوضع المعيشي للجمهور، وكلنا يعرف ما يمثله الوجود السوري في مناطق نفوذ الحزب من أعباء معيشية، فيكون المشروع الإنمائي الأول لمنطقة بعلبك الهرمل هو " إزاحة السوريين " من مناطقهم . 
 

يبقى العبرة هي بالتنفيذ وإلى الخواتيم التي سوف يصل إليها المشروع وهل سيكون نوار الساحلي جدي بمتابعة الملف أو سيكون عمله مجرد فقاقيع  إعلامية تحقق الغايات المرجوة منه بدون آثار فعلية، على غرار زميله النائب حسن فضل الله ؟؟؟ 
 

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة .