تختلف الامتحانات الرسمية عن تلك المدرسية، باعتبارها تُقيّم الطالب بشكل جدي ودقيق رغم بعض الخروقات. ويعيش الطالب فترات عصيبة قبل الامتحانات يرافقها الخوف من جهة وضغط الدرس من جهة أخرى. فما هي هواجس الطالب خلال مرحلة الامتحانات الرسمية؟ وكيف يتخطاها؟
 
هواجس الطلاب
 
أوضح جاد الأحمر (طالب بكالوريا – قسم اقتصاد واجتماع) لـ "النهار" أنّ التوتر سيّد الموقف حالياً قبل بدء الامتحانات الرسمية، إذ إنّها تضمن له الانتقال إلى مرحلة جديدة في حياته، أي الجامعة. ويقول: "أخاف أن أكون كل هذه الفترة أدرس شيئاً وتأتي أسئلة مختلفة أو أن الطريقة التي تعلمتها ليست المطلوبة للنجاح، أو أن يأتي السؤال بطريقة مختلفة عن التي تعوّدت عليها في المدرسة".
 
أما الخوف الآخر فيتأتى من الدروس، إذ في بعض المواد كالتاريخ والجغرافيا والتربية، يُلغى بعض الدروس وبعضها يكتشف التلميذ أنّه مطلوب. أما مادة الفلسفة، فموضوع آخر، إذ تُرعب الطلاب لأنّ كثيرين منهم يقومون بحفظ 3 أو 4 دروس بينما هناك 7 مواضيع مطلوبة.
 
دور الأهل
 
ويجمع الطلاب على أنّ دوام المدرسة من 8 صباحاً إلى 2 بعد الظهر ليس كافياً، إذ غالبيتهم تلجأ إلى الساعات الإضافية خلال فترة المساء، ويدفع الأهل مبالغ مرتفعة لضمان نجاح أولادهم لأنّ "أساتذة المدارس يشرحون المنهاج بسرعة، فيحتاج أولادنا إلى مراجعة المواد خصوصاً الأساسية منها كالرياضيات"، بحسب راوية (أم طالبة بكالوريا – قسم رياضيات).
 
وأضافت راوية: "لاحظت على ابنتي الخوف من المواد التي توضع عليها علامات عالية كالرياضيات والفيزياء في قسم الرياضيات أو الاقتصاد في قسم الاقتصاد والاجتماع وغيرهما، إذ إنّ نجاحهم في هذه المواد الحاسمة يضمن نجاحهم في الامتحانات الرسمية ككل".
 
للأهل دور بارز في حياة الطالب خلال هذه المرحلة، إذ يتطلب منهم دعماً مستمراً ومتابعة جدية، إضافة إلى تأمين جو مناسب للدرس في المنزل ليساعدهم على ضمان النجاح.
 
وتقول منى عواضة (طالبة بريفيه) إنّ خوفها الأكبر هو من الوقت، إذ يكون الامتحان طويلاً أحياناً والوقت ليس كافياً، خصوصاً أنّ بعض الأسئلة تتطلب شرحاً طويلاً، مضيفةً: "يختلف المراقبون عن امتحاناتنا في المدرسة، أحياناً نحتاج إلى توضيح عن السؤال ولا أحد يستجيب". تستعين منى أيضاً بالساعات الإضافية في مادتَي البيولوجيا والرياضيات.
 
كيف يساعد الأساتذة الطلاب لتخطي خوف الامتحانات؟
 
أشارت مُدرّسة البيولوجيا سحر سبيتي إلى أنّ فكرة الامتحانات الرسمية بحد ذاتها تسبّب توتراً للطالب، خصوصاً أنّ الأهل يُحمّلونه مسؤولية كونها شهادة رسمية، ويتطلعون لإظهار فخرهم به أمام الأقارب.
 
أما عن كيفية مساعدتهم، فتشير سبيتي إلى أنّها تُذكّرهم دائماً أنّ الامتحانات الرسمية مجرد ورقة ومن يدرس جيداً يجب ألّا يخاف، مشيرةً إلى أنّ كل تلميذ لديه قدرة معينة، وإن كان ضعيفاً نعطيه وقتاً أكثر ونركز عليه أكثر، وإن كان متفوقاً نساعده للحصول على درجة مميزة.
 
من جهته، اعتبر علي ماضي (أستاذ في مادة الرياضيات) أنّ التلميذ في لبنان يتعرض لضغط كبير من أستاذه والناظر والمدير وأهله، وبالتالي يشعر بالتوتر، مؤكداً أنّ مساعدة التلميذ على تخطي هذه الفترة يكون على مرحلتين:
 
- الأولى: تزويده بجميع المعلومات المطلوبة كي يكون مستعداً للإجابة عن كل الأسئلة في الامتحانات الرسمية.
 
- الثانية: تقديم الدعم للتلميذ. إذ يوضح ماضي أنّه يقابل طلابه في الصباح الباكر ويذهب معهم بالباص إلى مراكز الامتحانات لتقديم الدعم المعنوي المطلوب.
 
وختم ماضي باعتبار إلغاء الامتحانات الرسمية خطأ كبيراً، لأن هذه الامتحانات مرحلة مفصلية تُقيّم الطالب بشكل صحيح، علماً أنّ بعض المدارس الخاصة ترفّع الطالب إلى صف أعلى حتى ولو كان راسباً، مضيفاً أنّ الطالب في هذه الحال يصل إلى صف البريفيه ضعيفاً وتعمل المدرسة والأساتذة على تحسين أدائه وزيادة معلوماته استعداداً للامتحانات الرسمية.