هكذا انفجرت الأزمة بين المغرب والحزب، وهذا النزاع ليس وليد اليوم
 

بعد أن توترت العلاقات بين دولة المغرب و(حزب الله) مؤخرًا، إلا أن هذا النزاع ليس وليد اليوم، ويختلط فيه اسباب عقائدية، إقتصادية، سياسية، وتجارية.
وفي هذا السياق، تحدث موقع "العربية"، عن تفاصيل النزاع، مشيرًا إلى أنّ "موالون للحزب بنوا إمبراطوريات تجارية ومالية كبيرة في غرب إفريقيا توجس من توسع الاقتصاد المغربي في إفريقيا، إذ نافس الحضور التجاري والاقتصادي المغربي القوي التجار الشيعة الذين يدعمون الحزب، وكبد استثماراته وتجارته العلنية والسرية خسائر باهظة، كما وكثف المغرب جهوده في القارة لمواجهة المد الإيراني ومحاولته تغيير الهوية الدينية السنية للقارة"، وفق ما ذكره الموقع.
مضيفًا أنه "في هذا الصدد أسس العاهل المغربي للدفاع عن الإسلام السني المالكي المعتدل مؤسسة محمد السادس لعلماء إفريقيا".
أما فيما يخص الأزمة الحالية بين المغرب والحزب، أشار الموقع إلى "أن شرارة الأزمة بدأت مع تسليم المغرب رجل الأعمال اللبناني (السيراليوني) المقرب من قيادة الحزب قاسم تاج الدين إلى الولايات المتحدة بعد توقيفه في مطار الدار البيضاء في آذار من العام الماضي، وهو في طريقه نحو بيروت قادمًا من غينيا، بناءً على مذكرة توقيف دولية صادرة عن الإنتربول، حيث واجه تاج الدين لائحة اتهام طويلة وخطيرة عندما تم استنطاقه من طرف القضاء الأميركي وهو مدرج منذ أيار 2009 في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية بتهمة تمويل الحزب.
وبعد تسليم المغرب بدر الدين إلى الولايات المتحدة، بدأت عناصر وقيادات عسكرية من الحزب تتوافد إلى الجزائر لتقيم بشكل دوري ومنذ سنة ونصف في مخيمات تندوف جنوب الجزائر بهدف تدريب المقاتلين الصحراويين،  ونقل شحنات أسلحة وذخيرة وأدوية من جنوب لبنان إلى مخيمات تندوف".
لكن "تطور التعاون بين الحزب وجبهة البوليساريو ليشمل حفر أنفاق وخنادق بين المنطقة العازلة والحدود المغربية، ورفضت طهران وقف هذه الأنشطة لقطع العلاقات نهائيًا بين البلدين" وفق ما أفاد الموقع.
وبدورها هددت البوليساريو بـ "العودة للقتال وأقامت نقاط تفتيش في المنطقة العازلة وعلى بعد أمتار فقط من الجدار الأمني المغربي، وبلغ التوتر ذروته مع تفتيش المسلحين الصحراويين الشاحنات والسيارات المغربية العابرة نحو موريتانيا ودول غرب إفريقيا".
وعلى صعيد آخر، تعتقد مصادر مغربية قريبة من الملف أن "أمير موسوي، (الملحق الثقافي في سفارة إيران لدى الجزائر) كان حلقة الوصل بين الحزب وجبهة البوليساريو"، وتقول هذه المصادر "إن موسوي رغم صفته الدبلوماسية والثقافية، فهو في الواقع عضو قديم في الحرس الثوري وضابط كبير في الاستخبارات الإيرانية، وكان على علاقة بكل المقاتلين والجماعات المتطرفة السنية والشيعية في الشرق الأوسط، منذ بداية التسعينيات، وتواصل سابقًا مع القاعدة وطالبان وساهم في نقل قيادات من التنظيمين إلى إيران عقب هجمات 11 أيلول".