عيد البشارة وهو أول الأعياد، من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء  ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.

فمريم تجمع المسيحيين والمسلمين في 25 آذار. بات الحلم واقعاً، عيداً واحداً، مشتركاً، وطنياً، "تاريخياً"، الاول من نوعه في العالم، في ظل اهتمام خارجي به، بعدما انتشر صداه. عند المسيحيين، مريم هي "مسكن الله، باب السر الجليل، زهرة البتولية، والدة النور، مفتاح ملكوت السموات، العروسة التي لا عريس لها، إناء حكمة الله، الطاهرة، خدر العرس البتولي، الصبح المنير.. أما في القرآن، هي المرأة الوحيدة المذكورة بالاسم اكثر من 30 مرة. فمن هي تلك التي توصف باجمل الكلمات؟ واين موقعها عند المسيحيين والمسلمين؟

أما الحلم الذي أصبح عيدا وهو الذي يجمع بين المسحيين والمسلمين فتم توقيع المرسوم على يد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الثلثاء 16 شباط 2009 وكان الإحتفال بالعيد مشترك بين المسحيين والمسلمين بهذه السنة "حدث تاريخي فريد، الاول من نوعه".

أما مريم العذراء فهي لطالما شكلت موضع تكريم وابتهال عند المسيحيين. فهي "والدة الإله (ثيوطوكس- Theotokos) الدائمة البتولية" (Aeparthenos) عند الارثوذكس والكاثوليك، عقيدة أقرها المجمع المسكوني الثالث في افسس العام 431، ومريم العذراء حفظت من الخطيئة الاصلية منذ اول يوم حبل بها، بنعمة وانعام خاص من الله القادر على كل شيء، نظرا الى استحقاقات السيد المسيح مخلص الجنس البشري، ونتيجة امومة مريم الالهية التي تعبّر عن دعوتها الفريدة بالنظر الى تدبير الخلاص". وفي العقيدة الاخرى، يوضح ان "انتقال مريم بالجسد والنفس الى السماء تتويج اعلى لامتيازاتها. وهذا الامتياز يتوِّج اتحادها بابنها... ويوحدها به في المصير نفسه. وقد انتهى هذا المصير بالارتفاع في المجد بنفسها وجسدها". 
أما مريم في القرآن فالله يعطيها حيزا مهما من آياته الشريفة، منطلقاً في ذلك من نظرة الاسلام الواقعية الى الانسان في انسانيته، من دون النظر الى عنصر الانوثة والذكورة فيه، فهي بلغت مكانتها في الاسلام، اضافة الى الاضاءة على حياتها وكراماتها في اماكن متفرقة، وبصور متعددة، كما خصص لها آية في القرآن الكريم وهي السورة التاسعة عشرة من القرآن .وأن الموقع الذي احتلته في نفوس الانبياء والكهنة، رغم كونها انثى، دفعهم إلى التنازع والتنافس على من سينال هذه الحظوة الالهية، وبيّن القرآن في مرة نادرة بل وحيدة، ان رزقها كان يأتيها من السماء، بتوسط الملائكة، من دون ان يخالط يد بشري او صنعه، مما يؤدي الى امتلائها طهارة واصطفاء وحسن علاقة بالله تعالى".
ويقول الاب وهبه: "لا نريد ان نجعل الفروق الطفيفة في النظرة الى مريم بين مختلف الطوائف، فهو اختلاف في النظرة ناتج عن الحب لها. ويمكن ان نعود ونتوحد بمريم التي هي امنا جميعا. وعند المسلمين، هي ام النبي عيسى. فمريم هي المظلة التي تمتد فوق الكل، ونتدفأ، مسيحيين ومسلمين، تحت جناحيها .

ويقول الأب هاني مطر في الكنيسة المارونية عيد البشارة بأنه "من أهم الأعياد المسيحية، ففيه نتذكّر بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء بحبلها الإلهي، وقبول العذراء لمشيئة الله"، ويقول: "بهذا العيد إذاً بدأ الخلاص، لأنه من خلال "نعم" مريم بدأ سرّ التجسّد".
لكن أهمية بشارة الملاك للعذراء لا تقتصر على الطوائف المسيحية، فهي "بشرى للإنسانية جمعاء"، وفق ما يؤكد الشيخ حسين الخشن، موضحاً أن "يوم البشارة يعني للمسلمين الشيء الكثير لأنه اليوم الذي بشّرت الملائكة مريم بالمولود الجديد الذي سيغيّر العالم على صورة المحبّة والرحمة".كما ذكر بالآية في سورة آل عمران: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".فهذا يؤكد على إحترام مريم ووليدها ويؤكد هذه البشارة .

لذلك قالت العذراء مريم منذ ألف سنة "ها أنا أمة الرب. فليكن لي بحسب قولك" وبهذه الكلمات اتحدت الإرادة الإلهية بالإرادة البشرية لتجمع الأمة المسحيون والمسلمون معا في يوم واحد .

موقع لبنان الجديد يهنئ المسيحيين والمسلمين بعيد البشارة.. كل عام وأنتم بخير