التهديد الإيراني لأميركا ليس تهديدا نوويا ولكنه تهديد أمني وإستراتيجي وجيو سياسي
 

يواجه الرئيس الأميركي منذ وصوله الى البيت الأبيض أزمة مع إيران وأخرى مع كوريا الشمالية كلاهما يرتبطان بالأنشطة النووية مع فارق يتمثل في أن الخطر الإيراني آجل من جهة وعاجل من جهة أخرى ولكن كوريا الشمالية  مصدر لتهديد عاجل. التهديد الإيراني النووي ليس عاجلا، ذلك لأن إيران لم تصل إلى مرحلة إنتاج القنبلة النووية وتهديدها النووي هو تهديد آجل وعلى أقل التقادير بعد 15 عاما من الآن. ولكن إيران هي في الفترة الراهنة مصدر تهديد لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط على حد قول الرئيس دونالد ترامب. 
نعم إن هذا التهديد ليس تهديدا نوويا ولكنه تهديد أمني وإستراتيجي وجيو سياسي. 
أما كوريا الشمالية فإنها تمثل مصدرا للتهديد النووي حاليا لأنها أكملت مشوارها النووي واختبرت أحدث قنابلها النووية وكشرت أنيابها النووية للولايات المتحدة وحلفائها اليابان وكوريا الجنوبية.
ولكنها ليس لها وجود خارج حدودها ولا أي اشتباك مع أميركا أو حلفائها كما أنها ليس لديها مشروع إقليمي ولا تستولي على عواصم أخرى بل على العكس أبدت مرونة في العلاقة مع نظيرتها الجنوبية. 
بناء على ما مضى فإن إيران ستكون خيار ترامب الأول لو كان لديه مشروع لشن حرب على أعداء بلاده لصرف الأنظار عن أزماته في الداخل. 

إقرأ أيضًا: هبوط العملة الإيرانية أمام العملات الصعبة
هناك أسباب لهذا الخيار منها أن حلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا أي اليابان وكوريا الجنوبية تفضلان إنتهاج الأسلوب السياسي والدبلوماسي لحل الأزمة الكورية الشمالية النووية وتتجنبان الدخول في الحرب معها حيث أن تكلفة الحرب معها ستكون باهظة جدا. 
أما حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية يشجعونها على ضرب إيران عسكريا وهم أيضا لديهم إستعداد لشن حرب ضد إيران وتقليم أظافرها في المنطقة العربية. 
كما أن إسرائيل لديها جهوزية تامة لمواجهة إيران وحليفها الرئيسي اللبناني عسكريا.
ويبقى الكلام فيما إذا يرغب ترامب بشن حرب جديدة وهو كان من أعداءها منذ حرب فيتنام وصولا إلى غزو العراق مرورا باجتياح أفغانستان. 
ولذا يبقى الأمل على منطق ترامب التجاري الهارب من الحروب والدمار.