كان لافتًا أن الإصلاحيين والمحافظين أجمعوا على الموضوع وهم عادة لا يجمعون في أغلب المواضيع داخليًا ودوليًا
 

إنه يشبه كذبة رأس السنة ولكنه حقيقة إمتناع إيران عن التصويت على قرار أممي يدين المجازر ضد مسلمي الروهينغيا ويطالب ميانمار بإنهاء القمع المنظم ضد هذه الأقلية. 
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا القرار بأغلبية 122 صوتًا مقابل رفض 10 دول من بينها روسيا والصين وسوريا وامتناع 24 دولة عن التصويت بينما غابت 37 دولة عن التصويت من بينها إيران. 
وسارعت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة إلى تبرير غيابها عن التصويت عبر بيان نشرته وكالات إيرانية بأن اللجنة الثالثة التي أصدرت القرار الأخير هي اللجنة التي تبنت سابقا قرارات أدانت إنتهاكات حقوق الإنسان في إيران  وأضاف البيان بأن "تلك اللجنة الأممية تستغل موقعها لفرض الضغوط على الدول".

إقرأ ايضًا: موجة إعتقالات واسعة بين صفوف مقربي أحمدي نجاد
ولكن التبرير الذي لجأت إليه البعثة الإيرانية لم يقنع الرأي العام الإيراني والصحافة الإيرانية التي إنتقدت وقوف إيران مع روسيا والصين وسوريا في رفض إدانة الجرائم ضد مسلمي الروهينغيا. 
وكان لافتًا أن الإصلاحيين والمحافظين أجمعوا على الموضوع وهم عادة لا يجمعون في أغلب المواضيع داخليًا ودوليًا. 
صحيفة "جامعه فردا" الإصلاحية إنتقدت النظام على صمته حيال الجرائم التي إرتكبتها الصين وروسيا بحق المسلمين في سين كيانغ وشيشان بينما تواجه الغرب في جرائمه ضد المسلمين وكأن النظام يتعمد الوقوف في وجه الغرب عندما يرتكب جرائم ضد المسلمين بينما يغمض العين على جرائم روسيا والصين. 

إقرأ أيضًا: بلجيكا تعاقب السعودية وإيران بسفيرتيها
أما صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري تغلب الظن بأن الحكومة أصبحت أسيرة لرؤية براغماتية عندما يقف في معسكر روسيا والصين ضد القرار الذي يدين المجازر ضد المسلمين. 
وترك إجماع الإصلاحيين والمحافظين على التنديد بالغياب عن التصويت تأثيره الداخلي حيث أعلن اليوم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن إيران تعلن اليوم مواقفتها على القرار الصادر عبر مذكرة تسلمها للأمم المتحدة. 
الدستور الإيراني يلزم النظام بالوقوف بجانب جميع المضطهدين وخاصة المسلمين منهم وكانت إيران من أولى الدول التي أدانت حكومة ميانمار على المجازر الوحشية التي إرتكبتها ضد مسلمي الروهينغيا وأرسلت مساعدات إنسانية إلى نازحي الروهينغيا في بنغلادش ولامت العالم العربي على وقوفه موقع المتفرج تجاه الجرائم ضد المسلمين في ميانمار.