التصعيد بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية من شأنه أن يتحول إلى أزمة إقليمية أو حرب إقليمية
 

أصابع الإتهام الأميركية إتجهت إلى إيران فور إطلاق صاروخ باليستي من اليمن نحو مطار الملك خالد في الرياض ولم يتردد الرئيس دونالد ترمب في أن إيران هي التي زودت اليمنيين بتلك الصواريخ. 
وصدقت السلطات السعودية هذا الإتهام وأعلنت بأن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران على الهجوم الباليستي الموجه لها من الأراضي اليمنية. 
وبعد ساعات من تصريحات ترمب نفى قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جعفري تزويد إيران اليمنيين بالصواريخ الباليستية جملة وتفصيلا وعلل جعفري ذلك بأن نقل تلك الصواريخ إلى اليمن مستحيل في ظل الحصار المفروض عليها مضيفا أن تلك الصواريخ هي محلية الصنع. 

إقرأ أيضا : ترامب يطلب وروحاني يرفض
وبالتزامن مع توجيه الإتهام إلى إيران بالقيام بعمل حربي من قبل تحالف عاصفة الحزم عنونت صحيفة كيهان المحافظ المتشدد " إطلاق صاروخ أنصار الله إلى الرياض المستهدفة التالية هي دبي مرحبة بإطلاق تلك الصواريخ."
 وليست هذه أول مرة يتخذ فيها تلك الصحيفة المتشددة مواقف مغايرة أو مناقضة للحكومة  فتلك الصحيفة تمثل اليمين المتطرف في إيران وتتخذ مواقف غير معقولة تصل أحيانا إلى معارضة المرشد الإيراني  وتلقت تلك الصحيفة إنذارا رسميا من قبل الهيئة العليا للإعلام الحكومية على العنوان المذكور الذي إعتبرته مسيئا للمصالح والأمن القومي الإيراني.
 وبغض النظر عن تلك المواقف والإتهامات، لا شك في أن إيصال الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع إلى اليمن مستحيلة بل إنه يمثل مغامرة كبيرة نظرا للتفتيش والمراقبة والرصد الذي تقوم به قوات التحالف والقوات الأميركية بحرا وجوا. 

إقرأ أيضا : التحالف العربي : تحتفظ السعودية بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين
ولكن من المحتمل جدا أن التقنيين اليمنيين الذين يقومون بتركيب وصنع تلك الصواريخ قد تدربوا في إيران أو اليمن على يد المختصين الإيرانيين فضلا عن أن صنع تلك الصواريخ لم يعد عملية معقدة بل أصبح يسيرا كما رأينا في حرب غزة التي تم فيها إطلاق المئات من تلك الصواريخ إلى الأراضي المحتلة وأصاب القليل منها إلى أهدافها. 
أما الصواريخ التي تنتجها وزارة الدفاع الإيرانية هي صواريخ متطورة جدا يصعب نقلها وحتى نقل تقنيتها إلى اليمن في ظل تخلف الصناعة العسكرية في اليمن. 
إن التصعيد بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية من شأنه أن يتحول إلى أزمة إقليمية أو حرب إقليمية.
 وقى الله الأمة الإسلامية شرها.