في ملف الانتخابات يطلق باسيل النار في كل الاتجاهات
 

أولاً: تسوية الإذعان

بكلّ عرس، للوزير جبران باسيل قرص، فالتسوية الرئاسية التي جاءت برئيس "يُمثّل" الناس، حسب باسيل، وانبثقت عنها حكومة متوازنة لأول مرة منذ إتفاق الطائف، إنّما أُنجزت بالإذعان، فهذه التسوية بدأت منذ حزيران من العام الماضي، أي قبل ستة أشهر من انتخاب الرئيس، وقد فرضها باسيل، عندما سأل المجتمعين سؤالاً واحداً: هل نحن متفقون على أنّ العماد عون هو رئيس الجمهورية؟ وهذا يدُلّ على "أن لا مساومة على المبادئ" وما على الآخرين سوى الإذعان، وهذا ما حصل وبفضل باسيل وحده، ولا "جميل" لأحد.وصل الرئيس عون إلى قصر بعبدا، وراح باسيل بعد ذلك يصول في لبنان والمهجر ويجول، مُتنكّراً لمن حمل "عمّه" إلى سدّة الرئاسة (القوات والمستقبل)، ونال حصّة وازنة في حكومة إعادة الثقة، وراح يتباهى بإنجازات العهد، لا إنجازات الحكومة، ومع أنّ معركة التناصف مع المسلمين "الأشرار" لم تنته بعد، فإنّ نوعاً من التوازن عاد، وخاصة في الإدارة، (رغم أنف الدستور الذي لا يلحظ توازناً إلاّ في وظائف الفئة الأولى).

إقرأ أيضًا: جمال عبد الناصر ... أنور السادات ... جبران باسيل

 

ثانياً: إطلاق النار في كلّ اتجاه

في ملف الانتخابات يطلق باسيل النار في كل الاتجاهات، الوزير المشنوق "مش ماشي حاله"، أمّا رئيس الكتائب مش ماشي حاله أبداً، رئيس القوات ماشي حاله بالمُسكّنات، فقبل أن "ندير" بالنا على خينا، علينا أن ندير بالنا على حالنا، أمّا رئيس المردة الذي يطالب بثمن سياسي، فلن يظفر بشيء، لأنّ باسيل لم يتعوّد الدفع لأحد، وعلى جنبلاط أن يعرف مع من يتعامل، فباسيل ليس مُستتبعاً، وعليه أن يُذعن للشراكة في السياسة والعودة والإدارة، مع الرئيس بري "ما في شي ماشي"، الأمر الوحيد الذي "ماشي حاله" مع حزب الله، وكفى بذلك عزّاً وفخراً ونصراً، فالحزب هو الهراوة اللازمة والقاطعة لإرغام الجميع على الإذعان والدخول في التسويات "المُذلّة".