لا يزال الإتفاق النووي الإيراني نقطة السجال الساخنة بين إيران والولايات المتحدة وثمة خطة أميركية جديدة لإلغاء الإتفاق فهل ستنجح؟
 

كشفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي خلال جولتها الأخيرة إلى فيينا عن المخطط الأميركي للخروج عن الإتفاق النووي والقضاء عليه وذلك عبر المطالبة بفتح المراكز العسكرية الإيرانية أمام التفتيش الدولي. 
وتلك الخطة الجديدة تبنتها الولايات المتحدة وكشفت هيلي الستار عنها تشكل الثالثة من نوعها حيث أن الرئيس الأمريكي ترامب أعلن خلال الحملة الإنتخابية بأنه سيمزق الإتفاق النووي فور وصوله إلى البيت الأبيض لأنه كان سيئًا للغاية وبل هو أسوء اتفاق في التاريخ يضر بالمصالح الأميركية ولكن بعد وصوله إلى سدة الرئاسة انتبه ترامب بأن تمزيق الإتفاق أمر مستحيل ويترتب عليه تكاليف أكثر من استمراره، حيث أن الخروج الأحادي من هذا الإتفاق من قبل أمريكا لا يدفع الحلفاء الأوروبيين إلى محاكاتها بل يدفعهم إلى الوقوف بجانب إيران لأنها كانت ملتزمة بالإتفاق النووي أكثر من اللازم كما شهدت بذلك المنظمة الدولية للطاقة النووية. 

إقرأ أيضًا: خاتمي يطالب خامنئي بالإفراج عن زعماء الحركة الخضراء
ثم حاولت الولايات المتحدة خلال الخطة الثانية بدفع إيران إلى إعلان الخروج عن الإتفاق النووي بحجة فرض الحظر الأميركي الجديد على أشخاص ومؤسسات إيرانية مشاركة في المشروع الصاروخي الإيراني أو مرتبطة معه، وبينما كان الأمريكيون واثقون من أن تلك الخطة ستستفز الإيرانيين وتثير غضبهم، أعلن لاعب الشطرنج الإيراني بأنه لن يقع في فخ الخطة الاميركية بالخروج عن الإتفاق النووي بالرغم من أنه قادر على استعادة قدراتها النووية ورفع مستوى التخصيب إلى 20 في المائة خلال أيام  قليلة، ثم تدبر فريق ترامب تلك الخطة الجديدة التي تطالب بفتح المراكز العسكرية وبل جميع الأماكن التي يظن بأنه يجري فيها أنشطة نووية وتشمل تلك المراكز حتى القصر الرئاسي مما يعني بأن الأراضي الإيرانية برمتها سوف تفتح أمام أي تفتيش دولي وهذا التفسير الموسع الشمولي لن يقبل به الإيرانيون. 

إقرأ أيضًا: اللواء سليماني: إيران لا تريد تشييع السنة
أثارت زيارة المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سخط وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي اعتبر بأن تلك الزيارة وما رافقتها من التركيز الإعلامي ستترك تأثيرًا سلبيًا على تطبيق الإتفاق النووي. 
هل ستفشل تلك الخطة الجديدة الأميركية أمام الإرادة الأوروبية للثقة بإيران والعمل معها لتطبيق الإتفاق وإتاحة الفرص التي وعدت بها إيران أم سيقف الأوروبيون بجانب الولايات المتحدة؟ لا شيء حتى الآن في الأفق المنظور.