الحريري ما كان ليتحرّك شخصياً في اتجاه الكويت لولا إدراكه لمدى خطورة التحذير الكويتي الموجه إلى لبنان بسبب حزب الله
 

أكدت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى "أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيتوجّه السبت إلى الكويت لمعالجة قضية "خليّة العبدلي" المتورط فيها حزب الله المتهم بالقيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت بقصد هدم النظم الأساسية للدولة بطرق غير مشروعة،
وكذلك إتهمت الكويت الحزب بمشاركته في التّخابر وتنسيق الإجتماعات ودفع الأموال، وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال، والتّدريب على استخدامها داخل الأراضي اللبنانية لما سُمّي بخلية العبدلي.
وهذا ما دفع الكويت إلى توجيه إحتجاج رسمي إلى وزارة الخارجية اللبنانية في التاسع عشر من الشهر الماضي عبر رسالة إحتجاج جاء فيها "أن حكومة دولة الكويت تعتبر هذه التّصرفات من قبل حزب الله اللبناني تهديداً لأمن البلاد واستقرارها، وتدخلاً خطيراً في الشأن الداخلي لدولة الكويت".
واستندت الرسالة إلى حكم صادر عن محكمة التّمييز الكويتية، وعلى أثرها سيتوجه الرئيس الحريري إلى الكويت، حيث أشارت المعلومات "أن الحريري ما كان ليتحرّك شخصياً في اتجاه الكويت لولا إدراكه لمدى خطورة التحذير الكويتي الموجه إلى لبنان".
مضيفةً "أن لبنان يأخذ رسالة الإحتجاج الكويتية على محمل الجدّ ويرى فيها موقفاً خليجياً منه بعدما شدّدت الكويت على كون حزب الله مشاركاً في الحكومة اللبنانية، أي أنّ نشاطاته تلقى تغطية من الدولة اللبنانية على أرفع مستوى".
ويشير المراقبون إلى "أن زيارة الحريري إلى الكويت تهدف إلى التخفيف من مخاوف اللبنانيين من أن يقود الموقف الرسمي الكويتي بخصوص تورط حزب الله في قضية العبدلي إلى أزمة جديدة مع دول الخليج قد تتطور إلى حصار اقتصادي خليجي يزيد من تأزم وضع الإقتصاد اللبناني". 
ومن جهة أخرى، أوضحت مصادر مطلعة "أن ردود الفعل الكويتية التي تلقاها لبنان أخيراً تُشير إلى نيّة الكويت المساعدة في لفلفة قضية خليّة العبدلي، وذلك من موقع تفّهمها للضغوط التي يتعرّض لها لبنان، وأولها سلاح حزب الله وارتباطه المباشر بسياسة إيران في المنطقة، مع العلم أنه لا يمكن لدولة الكويت وبقية دول الخليج، أن تقبل بأيّ مساع للتهوين من دور حزب الله في التآمر على الخليج، ولا أحد سيقنع الخليجيين بأن الحزب بريء".
وفي هذا السياق، كشفت المعلومات "أن الحريري سيلتقي أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتباحث معه بسلسلة من المواقف التي تؤكد أن لبنان يأخذ الرسالة الإحتجاجية الكويتية على محمل الجدّ ويدرك أبعادها الخليجية".