إيران تتحدى الولايات المتحدة والأخيرة ماضية في التصعيد والعقوبات ما مصير الاتفاق النووي؟
 

تتسارع الأحداث  في العلاقات الإيرانية الامريكية ما يصعب معها التركيز على اتجاهاتها ومآلاتها حيث أن  مواجهات ناعمة عدة تجري بين الطرفين ربما تقودهما إلى  مواجهة عسكرية وكلما تتراكم تلك الاشتباكات، تزيد على حظوظ نشوب حرب بينهما.
الاشتباكات تمتد من الخليج حيث تستفز دوريات الحرس الثوري البوارج الاميركية التي تترد من مضيق هرمز إلى  الكونجرس ومجلس الشيوخ ووزارتي الدفاع والخارجية وتشتغل المسؤولين الأمريكيين اسبوعيا بإضافة  أشخاص  ومؤسسات إيرانية لديها أدنى  علاقات مع الحرس الثوري إلى  لائحة الحظر.
وكان لافتا أن الولايات المتحدة ستعاقب موقع آمازون على بيعها سلعة سعرها ثلاثمائة دولارا! من إيراني مرتبط بالحرس الثوري.
لا شك في أن الحظر الاميركي يشمل الشعب الإيراني برمته وليس أشخاصا أدرجت اسماؤهم على لائحة الحظر، حيث أن الحظر سيجعل من أي  مواطن إيراني مشتبها به في العلاقة مع الحرس الثوري ويعرقل حياة الملايين من الإيرانيين الذين يعيشون في بلدان الاغتراب. 

إقرأ أيضًا: معاون أحمدي نجاد يتكهن بسقوط النظام!
ولهذا هدد عباس عراقجي معاون وزير الخارجية الايراني ليلة السبت الماضي بخروج إيران من الاتفاق النووي بحال استمرار امريكا في وضع الحظر على الإيرانيين لحد يحرم إيران من التمتع بفرص اتاحها الاتفاق النووي. 
 ولكنه تدارك فورا وقال أننا  حتى اللحظة بعيدون جدا عن تلك المرحلة التي تقتضي الخروج من الاتفاق النووي. 
ولم تقف إيران مكتوفة الايدي تجاه الاستفزازات الاميركية ومبادرتها لإطلاق  صاروخ إلى الفضاء  حيث كان ذلك ردا واضحا على ما تقوم به أمريكا . وبينما تعتبر أمريكا  بأن اطلاق هذا الصاروخ هو خرق لروح الاتفاق النووي ترى إيران بأن وضع الحظر الجديد على إيران هو خرق صريح لثلاثة بنود من الاتفاق النووي.
واكد الرئيس روحاني على أن  إطلاق  الصاروخ الاخير ليس خرقا للاتفاق النووي بل هو مما أتاحه الاتفاق النووي. 
إن  إيران تفضل في الوقت الراهن أن  ترد أي  استفزاز باستفزاز مماثل بدل الانفعال والخروج عن الاتفاق النووي. ايران لن تقع في فخ امريكا ولن تتجه إلى  الانفعال.
وفي غضون ذلك تجري الوساطة العمانية لتبادل المساجين بين إيران والولايات المتحدة بعد ما لم تكترث إيران إلى  تهديد امريكا بالافراج عن المعتقلين الامريكيين لديها وأن  تستعد لردود اميركية قاسية بحال عدم استجابتها لهذا الطلب. 
سوف يتأقلم ترامب مع السياسة الخارجية وسيتعرف على اسلوب التحدث مع طهران. إن  طهران ليست لديها المئات مليارات من الدولار يطمع ترامب في نهبها ولكن لديها الملايين من الصواريخ توفر لها الأمن في مواجهة أي  اعتداء. 
إذا لم تنجح الدبلوماسية السياسية التي انتهجها حسن روحاني وجواد ظريف ووصلت ذروتها في الاتفاق النووي، فعلّ الدبلوماسية الباليستية ستكون ناجحة وناجعة.