بعد ما يقارب الأسبوعين قضاها في سجن ايفين، بتهم متنوعة أهمها الفساد المالي وفق المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية محسني إيجئي، التجأ حميد بقائي معاون الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الى الإضراب عن الطعام داخل السجن الانفرادي مما أدى إلى نقله إلى المستشفى لسبب الضعف الشديد.
 
وبعد دخول بقائي الى المستشفى، قصد الرئيس أحمدي نجاد معاونه السابق ولكن مدير مستشفى "بقية الله" لم يسمح له بدخول مبنى المستشفى وعاد أحمدي نجاد خائبا رغم أنه أكّد على أنه سيبقى معتصما خارج المبنى! ثم نشر مقطع فيديو اتهم فيه السلطة القضائية بانتهاك حقوق الانسان داخل السجون ما دفع المتحدث باسم القضاء إلى نفي اتهامات أحمدي نجاد وتهديده للملاحقة القضائية.
 
وفي نفس الوقت قرر المدعي العام تحويل حكم التوقيف بحق بقائي إلى كفالة مالية وفعلا تم الإفراج عنه مقابل كفالة تعادل 5 ملايين دولارا. خلال إخلاء سبيل بقائي رتب أصدقاؤه وعلى رأسهم الرئيس أحمدي نجاد مراسم استقبال وكأنه خرج عن سجون داعش!
 
خلال الاحتفال تفوه حميد بقائي معاون الرئيس السابق بكلمات لم يعهدها المجتمع الإيراني منذ ما يقرب على أربعة أعوام.
  إن بقائي كشف عن انتهاكات لحقوق الانسان داخل السجون الإيرانية وعلى سبيل المثال أشار إلى موقوف يقضي 13 شهرا داخل السجن ولم يحاكم بعد، كما اتهم المتحدث باسم القضاء والمعاون الأول لرئيس القضاء بالكذب، مضيفا بأن أحمدي نجاد هو يجسد قوة الإمام المهدي! وخاطب بقائي النظام الإيراني بأنه سيسقط!
 
واعتبر الرئيس أحمدي نجاد خلال كلمة ألقاها في الاحتفال بأن مرحلة جديدة بدأت من دون الكشف عن تفاصيل تلك المرحلة الجديدة ولكنه عبر عن حميد بقائي بالبطل وأننا نحتفل اليوم بانتصار كبير!
 
يبشر معاون الأول للرئيس السابق بسقوط النظام بعد أسبوعين قضاها في السجون الإيرانية وتبين له بأن هناك انتهاكات واسعة لحقوق الانسان تجري داخل السجون الإيرانية ويتحدث عن قوة ماورائية تتجسد في الرئيس أحمدي نجاد!
 
هل كان من الضروري ان يجهل معاون الرئيس السابق الذي حكم البلاد 8 أعوام أوضاع السجون حتى يدخل السجن بتهمة الفساد المالي ثم يتبين له ان هناك انتهاكات لحقوق الإنسان؟!
 
يستخدم فريق أحمدي نجاد الرموز الدينية في مشاريعه المنحرفة وعند ما كان يتولى الحكم كان يعتبر أي معارضة للنظام، بأنها يستحق الإعدام، لأن النظام يقع تحت عباءة الإمام المهدي وأن معارضة النظام هي معارضة له ومحاربة لله ورسوله!
ويعتبر هذا الفريق المنحرف بأن المهدي يكون حيثما هم يكونون! فإنه كان طيلة ولاية أحمدي نجاد مع النظام وأصبح الآن مع المعارضة.
 
لا شك في ان هناك انتهاكات لحقوق الإنسان داخل السجون الإيرانية وخارجها كما في اي بلد آخر ولكن تلك الحماسة التي يبديها فريق نجاد ويعتبرها دفاعا عن حقوق الإنسان لن تلقى ترحيب الشعب الإيراني، لأن مشروعه يختلف عن مشروع الشعب.