أقر مجلس النواب الأميركي فرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية تهدف إلى معاقبة الروس على ضمها جزيرة القرم الأوكرانية وتدخلها في الإنتخابات الرئاسية، كما معاقبة إيران على برنامجها الصاروخي الباليستي ومعاقبة كوريا الشمالية على برامجها العسكرية. 

إيرانيا أجمع المسؤولون على أن إيران سوف ترد أي خطوة بخطوة مماثلة، وبالرغم من أن الجميع في إيران يتهم الولايات المتحدة بخرق الاتفاق النووي إلا أن الجميع يعرف جيدا بأن الولايات المتحدة تتعمد في وضع تلك العقوبات لتدفع إيران إلى الخروج من الاتفاق النووي، وعليه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن إيران ستبادل أي خرق من قبل الولايات المتحدة بمثله، علما بأن هناك آليات دولية لمنع الولايات المتحدة من خرق الإتفاق النووي. 

إقرأ أيضًا: الإتفاق النووي نحو الموت الدماغي؟!

جاء رد فرنسا على العقوبات الأميركية سريعًا حيث اعتبرت بأن وضع العقوبات الجديدة على إيران معارض للاتفاق النووي وهكذا مواقف أوربية مناهضة للاتجاه الأميركي هي ما تخاف منها الولايات المتحدة، وفق رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس باب كوركر الذي أكد خلال مقابلة مع واشنطن بوست على أن الخروج من الإتفاق النووي ليس لمصلحة أمريكا وما ينبغي أن يفعله الرئيس ترامب هو وضع المراقبة الشديدة على البرنامج النووي الإيراني والمطالبة بتفتيشات مشددة على المنشئات النووية الأمر الذي ترفضه إيران، وسوف تتمكن أمريكا من اتخاذ الرفض الإيراني ذريعة لإعتبار إيران خارقة للإتفاق النووي.

ونصح كوركر الرئيس ترامب بأن تمزيق الإتفاق النووي سيدفع حلفاء الولايات المتحدة الأوربيين إلى الوقوف بجانب إيران.

وأضاف كوركر إن وزير الخارجية تيلرسون يبحث عن توافق مع طهران يمنعها من أي حق للتخصيب حيث أن تمتنع إيران عن بحث التخصيب، سيجعل هذا حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يطالبون بالحق ذاته ولا تتمكن أمريكا من الصمود أمام مطالبتهم.

إقرأ أيضًا: روحاني على وشك السقوط ؟

وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس على أن لا حاجة إلى إضافة أزمة جديدة على الأزمات التي تتورط فيها أمريكا في الوقت الراهن، حيث أن لديك أزمة في سوريا وأزمة مع كوريا الشمالية وأزمة مع روسيا.

وهكذا تتجه الولايات المتحدة إلى إفراغ الإتفاق النووي من أي مفعول وحرمان إيران من التمتع بالإتفاق النووي الذي أيد جميع المعنيين بمن فيهم وزارة الخارجية الأمريكية التزام إيران به.

إيران تراهن حاليًا على مواقف الدول الخمسة، فإن روسيا والصين لديهما موقف معارض للولايات المتحدة وفرنسا التحقت بهما ولا شك في أن الاتحاد الأوربي وبريطانيا وألمانيا سيقفون بجانب إيران طالما هي تلتزم بالإتفاق النووي، وبما أن حجم العلاقات الإقتصادية بين إيران وأمريكا ضئيلة جدًا، فإن إيران تستعيض بالدول الأوربية خاصة بفرنسا وإيطاليا وألمانيا وتلك الدول تكفي لسد حاجاتها، والصفقات الكبيرة التي عقدتها الشركات الإيرانية مع شركات فرنسية كتوتال وبيجو واير فرانس دليل على الإرادة الأوروبية لمكافأة إيران على التزامها للإتفاق النووي.

إن إيران خلافا لما توعد به المرشد الأعلى آية الله خامنئي في وقت سابق بأن بلاده سيحرق الإتفاق النووي بحال تمزيقه من قبل الولايات المتحدة، ستدفع بالتي هي أحسن، أي بالحكمة وإن لا تفيد الموعظة الحسنة مع الشيطان الأكبر.

إيران تريد فضح الولايات المتحدة وإثبات أنها غير قابلة للثقة وغير ملتزمة بعقودها ووعودها.

إقرأ أيضًا: ظريف يعطي ضوءًا أخضرًا لأمريكا: تعالوا إلى الحوار

داخليًا ستشهد إيران إجماعًا داخليًا وتضامن الشعب مع النظام أكثر من اي وقت مضى إن احدى إنجازات العقوبات الأخيرة هو توحيد الصفوف في الداخل ورفع مستوى التضامن بين الشعب والنظام هذا ما يتمكن ترامب من تحقيقه وليس الحرس الثوري إن ترامب يستطيع أن يزيل الشرخ بين التيارات السياسية في إيران ودفع الشعب الإيراني إلى الوقوف مع النظام بالرغم من الخلافات.

فلماذا لا يرحب النظام للعقوبات الجديدة التي يتغنى بها ترامب؟!