الجيش اللبناني يتخذ قرار حاسم لإنهاء الوجود الإرهابي في جرود عرسال، والمواجهة هي الخيار الوحيد أمام المسلحين، فهل ستمرّ المعركة على خير؟
 

بعد عودة الدفعة الثانية من النازحين السوريين من مخيم النور في عرسال إلى عسال الورد يبدو أن القرار قد اتخذ بشأن إنهاء الوجود الإرهابي في جرود عرسال، وبدأ العد التّنازلي على الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة الرأي الكويتية إلى أن "الجيش اللبناني يسعى إلى الهجوم وإقفال آخر "دفرسوار" على الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا، وسيكون ذلك في أقل من أسبوع".
وخشيةً من مضاعفة العمليات العسكرية الممهدة لمعركة مرتقَبة في غضون الساعات المقبلة، سادت أمس أجواء من القلق والتّوتر بين كافة النازحين السوريين في بلدة عرسال.

إقرأ أيضاً: تباين الرؤية اللبنانية للأزمة السورية
وتشير المعلومات إلى أن التّوتر الحاصل في المنطقة يُثير مخاوف كثيرة أبرزها:
- التّخوف من تَمدُّد المواجهة العسكرية إلى داخل عرسال، وإنعاسكه سلباً على وضع مخيمات النازحين وجعلها خارج السيطرة.
- التّخوف من تمكن المسلحين من خرق دفاعات الجيش اللبناني خصوصاً منطقة قلعة الحصن التي تشكل خاصرة رخوة، ما يمهد إلى مواجهة مباشرة مع الجيش اللبناني.
- التّخوف من نشوب أزمة إنسانية تطول في شكل أساسي الغذاء والدواء.
- التّخوف من أن تطول المعركة وتتجاوز فترة ثلاثة أيام، حيث سيكون حوالي  140 ألفاً من القاطنين في أوضاع خطرة في حال طالت المعركة.
وفي التّفاصيل، تُشير المعلومات إلى أن المعركة ستنطلق من طرفيْ الحدود، ولن تكون سهلة لسببيْن:
الأول: توقع مواجهة شرسة ومباشرة بين الجيش اللبناني ومسلّحي "داعش" و"النصرة"، علماً أن المسلحين محاصرين ولايمكنهم الإنسحاب، ما يعني أن تكون المواجهة خيارهم الوحيد.
الثاني: الطبيعة الوعرة والمترامية للجرود التي تمتدّ على مسافة 55 كيلومتراً على الحدود اللبنانية - السورية.
إقرأ أيضاً: اليوم التالي لتحرير الموصل
إذاً، مؤشرات كثيرة تدل على أن قرار إنهاء وجود "داعش" و"النصرة" قد حُسم.
وبدورها، أشارت صحيفة الديار إلى "أن القرار بإنهاء وجود "داعش" و"النصرة" له أبعاد إقليمية ودولية، لاسيما وأن الخرائط العسكرية في غرف العمليات المركزية لمكافحة الإرهاب وضعت إسم عرسال ضمن دائرة حمراء شأنها شأن الموصل في العراق والرقة السورية".
لافتةً إلى "أن زيارة الجنرال الأميركي جوزف فوتيل للبنان، وقيامه بجولة ميدانية على المواقع العسكرية في عرسال بصحبة قائد الجيش العماد المغوار جوزف عون الشهر الفائت لم تكن في سبيل النزهة على الإطلاق.
كما أن الضربات الإستباقية لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني قصمت ظهر التّكفيريين الذين ينضوون تحت رايتي "داعش" و"النصرة"، تدل على أن إقتلاع الإرهاب من عرسال وجرودها انطلق بقضمها أمنياً تمهيداً لإنطلاقة المعركة الأخيرة" حسب ما ذكرت الصحيفة.
وفي المقابل، أكدت معلومات ميدانية "على تنسيق مستجد حصل بين "داعش" و"النصرة" تُرجم بتبادل الطرفين المؤن الغذائية والذخيرة، وتقسيم الجرود وطرقاتها بينهما إلى مربعات ليقوم كل طرف منهما بزرع قطاعه بالعبوات والألغام لإعاقة تقدم الوحدات العسكرية إذا اندلعت المعركة".