نحرص على مؤسسة الجيش اللبناني أكثر من أنفسنا لكن هذا لا يعني أن تتحول هذه المؤسسة إلى ما يشبه الميليشيات
 

شاهدنا منذ فترة ممثل نظام الأسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري  يرفع صورة لأحد الجنود جاثيا على ركبتيه بهدف مساعدة إمرأة عجوز عبر إتخاذ من ظهر هذا الجندي سلّما كي تصعد بعده إلى داخل شاحنة تنقلها لمكان بعيد عن ساحة القتال، كمحاولة من الجعفري لتحسين صورة جيش البراميل والقتل أمام  الرأي العام الدولي، ليتبين بعد ذلك أن الصورة لجندي عراقي ومأخوذة في العراق.
وشاهدنا في مكان آخر صورة عممها إعلام حزب الله لواحد من مقاتليه وهو يرفع التحية لتمثال السيدة العذراء أو مقاتلين آخرين داخل آحدى الكنائس في منطقة يبرود السورية وهم يعملون على إعادة ما تضرر فيها وإرجاع بعض  محتوياتها من صلبان وتماثيل وغيرها إلى أماكنها ،  أيضا من أجل خلق صورة مخملية عن مقاتلي الحزب ولتعزيز فكرة إنضباتية هذا الحزب وإنفتاحه على القيم الإنسانية بعيدا عن التمذهب أو التطييف والهمجية .
الملفت في هذا المجال هو إصرار منقطع النظير لنفس هذا المحور وإعلامه ووسائله الدعائية ومواقعه الإلكترونية وصفحاتهم على التواصل الإجتماعي، ببث الصور الوحشية التي تسربت بعد عملية الجيش اللبناني ضد مخيمات اللاجئين السوريين ودفاعهم الشرس عن  حق الجيش اللبناني في إستعمال القوة المفرطة وإذلال المدنيين وإرهابهم، حتى أنهم وتحت إدعاء الحب لهذه المؤسسة يهددون ويتوعدون من ينتقد أو يطالب بلجنة تحقيق عن أفعال نشك ونربأ أن تصدر عن الجيش اللبناني.

إقرأ أيضا : إخلاء سبيل 15 سورياً من موقوفي عملية عرسال الأخيرة!
لا شك بأن الجيش اللبناني هو عامل الإستقرار الأول في لبنان، ولا شك ولا ريب بأن هذه المؤسسة هي المدماك الأخير المتبقي في بناء الدولة التي نحرص عليها كحرصنا على أنفسنا أو أكثر، ولكن هذا لا يعني أن تتحول هذه المؤسسة إلى ما يشبه الميليشيات بسلوكها وتصرفاتها، والمؤكد أن الحريص الحقيقي على الجيش هو من يسعى جاهدا لإبقائه تحت القوانين المرعية الإجراء والذي يأبى له أي إنزلاقة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال فتح تحقيق يتبين من خلاله الخيط الأبيض من الخيط الأسود ومحاسبة المسيئين للجيش أولا وللمدنيين ثانيا.
وأنا لا أستبعد في هذا المجال  أن يظهر التحقيق عناصر داخل المؤسسة عندها إرتباطات وولاءات  لأطراف معينة قامت بما قامت بقصد تشويه صورة جيشنا لغايات في نفوسهم، وما هذه الإندفاعة وموجات الحب إلا من أجل منع قيام هكذا تحقيق، فعلى قيادة الجيش أولا والحكومة ثانيا أن تميز بين الحب الحقيقي للجيش وحمايته وحماية صورته عبر المطالبة بمحاسبة أي خروقات مسلكية إن وجدت ، وبين من يريد أن يشوه صورة جيشنا ولو من خلال الإدعاء بالحب الكاذب .