التدخل الروسي العسكري في سوريا لم يقدم ولم يؤخر سوى المزيد من قتل الشعب السوري وذلك على مرأى ومسمع غالبية الدول العربية التي لم تحرك ساكنًا
 

لا يقل بشاعة إجرامه في سورية عن إجرام صدام حسين بطل القومية العربية في العراق يوم استخدم الكيماوي لتأديب القائمين عليه من العراقيين الذين خنقتهم يد الإستبداد ولم تبق مجزرة "حما" وحدها سيدة الموت في زمن بطل القومية العربية حافظ الأسد ولا ما ارتكبه وما زال يرتكبه الأسد الصغير من جرائم بإسم الحفاظ على السلطة التي ورثها بإعتبار البعث ميراث العائلة لا الأمّة العربية وحدها الآلة التي تخاطب الشعب السوري، فما فعله ويفعله بطل القومية الروسية بوتين من تدمير هائل وموت جماعي في سورية قد تجاوز حدود ما ارتكبته آلات الموت المذكورة لأبطال عرب لطالما اصطفاهم التاريخ العربي والتجربة العربية كقادة استثنائيين وكآلهة لطالما عبدها المثقفون العرب والنخب العربية وقدم لها الفقراء تضحيات جمة لتعيش هي بموتهم كشهداء على طريق فلسطين.

إقرأ أيضًا: ايران تُفجر نفسها
مروع ما تفعله روسيا في سوريا رغم عدم تقدمها في إحراز نصر لصالح النظام الغائب والميت في ظل محاولات عبثية لإحياء رميمه من قبل الخالقين ايران وروسيا ومع ذلك تصر على الإستمرار في التدمير للبشر والحجر وهي تستخدم شتى أنواع الأسلحة التي ورثتها عن الإتحاد السوفياتي بطريقة إستعراضية لجلب زبائن حرب لشراء ما يُدمر البشر وغير ذلك لا شيء كون الارهاب الذي تنطحوا لقتاله ومواجهته خارج نطاق الاستهداف الروسي فمحافظة الرقة لم تستقبل أي صاروخ روسي ولا زيارة أي طائرة روسية وبقيت شباك داعش خالية من أي هدف روسي ولو أن روسية رمت على الرقّة ما رمته على محافظات التي يسيطر عليها المعارضون السوريون لتمّ ختم دور تنظيم الدولة في سورية ولكن يبدو أن داعش مبرر كاف لبقاء المتدخلين في الحرب السورية ولتغطية جرائم قد تكون الأبشع في سجل الحروب القديمة والجديدة.
بعض العرب أو أكثرهم شركاء روسيا في التدمير والقتل من خلال سكوتهم الموافق على الأفعال الروسية وعدم تحريك أو إثارة ما يزعج روسيا أو يعكر صفو طائراتها التي تسيّر رحلات الموت من دمشق الى إدلب حتى أن عرباً تعاطوا مع الروس ضمن اتفاقيات سهلت عمليات التنظيف التي تقوم بها القوات الروسية في دمشق كما حصل في الإتفاق الذي شمل أحياء دمشقية تمّ من خلالها نقل مسلحين وعائلاتهم الى خارج العاصمة وقد تمّ التنسيق مع إحدى فروع المعارضة السورية المرتبطة مباشرة بقرار احدى الدول العربية المنسقة مع روسيا في سوريا.

إقرأ أيضًا: وزارة الصحة صائمة (الله يتقبل)
كما أن المعارضة المحسوبة على هذه الدول العربية قد لبّت مسرعة دعوة روسيا لعدة مرات دون أن تعترض أو تعلق موافقتها على المشاركة بإنسحاب القوّات الروسية من سورية أو إسكات نار عدوانها على الشعب السوري وهي تماهت مع نداءات القيادة الروسية للإجتماع تحت سقف المواقف الروسية تلبية لرغبات عربية لا سورية وهذا ما جعل من الدور الروسي في سوريا مشرعن عربياً وسورياً من قبل معارضين سوريين.
قال بوتين: أن الأسد ارتكب أخطاءً كثيرة وهذا ما أنعش العرب في حين أن ما رتكبته قوّات بوتين من أخطاء قاتلة في سورية خلال سنتين أكبر بكثير من الأخطاء التي ارتكبتها قوّات بشار في سنين ومع ذلك لم نسمع صوتا عربياً يدعو الرئيس الروسي الى كف يده عن سورية لأنه يرتكب أخطاءً أكبر من الأخطاء التي ارتكبها الرئيس السوري ولم تتطرق القمة العربية الإسلامية – الأمريكية الى دور روسيا في سوريا ولم يشهد البيان المُعد تنديداً بروسيا ودعوة جدية لها للخروج من سورية والا فسيف المقاطعة العربية والاسلامية سيكون مسلطاً عليها وستكون أولى الخطوات سحب سفراء الدول العربية والإسلامية من روسيا وطرد السفراء الروس من بلاد هذه الدول احتراماً لشعب عربي يُذبح كل يوم بسكين روسي جعل من الجزّار بوتين أكبر ذبّاح في التاريخ المعاصر.