وأخيرًا نقول لآل سعود إعلموا أنه بعد ايران يأتي دوركم وبإذن الله سنضربكم في عقر داركم.. لسنا عملاء لأحد (من مقطع فيديو لإرهابيي طهران الدواعش).
الإرهابيون الذين هجموا على مبنى البرلمان الإيراني يوم الأربعاء الماضي أكدوا خلال مقطع فيديو سجلوه قبل تنفيذ العملية على أن  تلك العملية تمثل باكورة لشن الجهاد ضد الرافضة داخل حدودهم وتوعدوا بأن رقاب الرافضة في إيران  ليست ببعيدة عن سيوف جنود دولة الإسلام.. 
وأخيرًا هددوا المملكة السعودية بأن يأتي دورها بعد إيران، وختامًا أكدوا على أنهم ليسوا عملاء لأحد. 
ولكن في إيران أصابع الاتهام موجهة إلى المملكة السعودية أكثر مما تكون موجهة إلى داعش وبل هناك إنطباع عام بأن داعش وليدة للسعودية وعميلة لها. 

إقرأ أيضًا: الإرهاب باللغة العربية في عاصمة الفرس!
وكان لافتًا أن المرشد الاعلى آية الله خامنئي أكد خلال رسالته في أعقاب العملية الإرهابية في طهران على أن  نتيجة العمليات الإرهابية في طهران هي ازدياد الكره للأمريكيين والسعودية.
وما يقوي هذا الإنطباع هي التهديدات السابقة التي وجهتها السلطات السعودية لايران منذ عام وأهمها توعد وزير الخارجية السعودي بجرّ المواجهة إلى داخل الحدود الإيرانية.
كما أن الموقف المتأرجح الذي أبداه عادل الجبير حيال العملية الإرهابية في طهران بعد ساعات من تنفيذها وتملصه من إدانة تلك العملية الإجرامية تسبب في المزيد من المعاداة. 
وهكذا وصلت القوتان المتنافستان الخليجيتان إيران والسعودية إلى التعادل الإيجابي الذي هو سلبي للغاية وهو أن كلّا من الطرفين يتهم الآخر بإنتاج الإرهاب وتغذية الإرهابيين. 
إن إيران تربط بين الانتماء العرقي والمذهبي للإرهابيين والسعودية وتؤكد دوما على أن أغلبية الإرهابيين الإنتحاريين منذ أحداث 11 أيلول حتى الآن هم من أتباع  السعودية ويتجاهلون بأن السعودية هي أيضا أصبحت مستهدفة من قبل هؤلاء الإرهابيين كما كانت إيران ولا تزال مستهدفة من قبل جماعة مجاهدي خلق الإرهابية الإيرانية والشيعية. 
والعلاقة بين السعودية وجماعة داعش نفس العلاقة ما بين إيران ومجاهدي خلق بالرغم من وجود أوجه للتشابه. 

إقرأ أيضًا: داعش تضرب قلب طهران
ولكن هناك فرق واضح بين إيران والسعودية حيث أن الأخيرة لا تخفي عداءها لإيران وتتوعد بإثارة الفتن الداخلية بينما إيران تعرف جيدًا بأن الأسرة المالكة السعودية رغم جميع الخلافات معها هي أفضل الخيارات للحكم في الجزيرة العربية وأن بديلها سوف تكون داعش، وعليه يرى الإيرانيون أن زعزعة أمن السعودية لا بصب في مصلحة إيران. 
كما أن السعودية لم تستند إلى أي دليل يثبت بأن إيران تدعم الارهاب التكفيري إلا أنهم كانوا يعتبرون عدم قيام داعش بالعمليات الإنتحارية داخل إيران هو في حد ذاته دليل على التنسيق بينهما، هذا وإن إيران أفشلت في الأعوام الماضية أكثر من 50 مخططًا للعمليات الارهابية التي حاولت جماعة داعش الإرهابية القيام بها وألقت القبض على العشرات من الارهابيين وكشفت عتادهم. 
إن عدم نجاح داعش في تنفيذ مخططاتها داخل إيران لا يكشف عن التعاون والتنسيق بينهما ويكفي الهجومين الأخيرين على مقام الخميني ومبني البرلمان دليلًا على أن إيران مستهدفة من قبل داعش كما أوروبا وأمريكا والسعودية وروسيا.

باحث ايراني