اعتُبرت ألمانيا من الدول الأوروبية الاساسية التي أتاحت اللجوء إليها منذ عقود، واستحدثت الدولة الألمانية القوانين اللازمة لتنظيم اللجوء إليها ووضعت القوانين التي تتمتع بصفة دستورية لحماية اللاجئين العرب خصوصًا.
ويبلغ عدد المواطنين العرب في ألمانيا حسب التقديرات الأخيرة ما مجموعه 500 الف مواطن ألماني عربي معظهم من أصول عربية فلسطينية وصلوا الى ألمانيا من لبنان أو الأردن، ويعتبر الفلسطينيون من أكبر التجمعات العربية في المانيا.
وإستطاع اللاجيء الفلسطيني في المانيا الإندماج في المجتمع الألماني ليحصل لاحقًا على صفة المواطنة التي لا تفرق بينه كلاجيء وبين أي مواطن الماني.

إقرأ أيضًا: مسرحية في مجلس النواب من يحاسب من؟
واستطاع بعض اللاجئين الفلسطينيين في ألمانيا تثبيت حضورهم وفعاليتهم في المجتمع الألماني ليصبحوا فيما بعد شخصيات ذات حضور وفعالية على المستوى السياسي والإجتماعي والإنمائي، ومن هؤلاء الأستاذ كريم العراقي اللاجيء الفلسطيني الذي قصد ألمانيا في العام 1985 من لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتمكن كريم العراقي خلال عشر سنوات من تخطي مرحلة اللجوء إلى تثبيت حضوره الإجتماعي الذي بدأه بالعمل الرياضي ما ساعده على الإندماج أكثر في المجتمع الألماني فانتسب لحزب الخضر الذي أتاح له مساحة أكبر من العمل والإندماج فترشح ليكون ممثلا عن حزب الخضر في محافظة نينبورغ ونجح كأول عربي يستطيع الوصول إلى هذا المنصب، ومن هنا أتيحت أمام الأستاذ كريم العراقي مجالات أوسع للعمل خارج دائرته ليكون ناشطًا سياسيًا واجتماعيًا ناجحًا على مستوى محافظة  نينبورغ وخارجها.
فاز كريم العراقي كنائب في محافظة نينبورغ الألمانية وهو العربي الأول الذي يفوز بهذا المقعد، ونجح ليكون نائبًا لرئيس البلدية ما فتح أمامه آفاقًا جديدة لمساعدة الجالية العربية وتثبيت حضورها أكثر فأكثر في المجتمع الألماني .
إنجازات كثير حققها كريم العراقي على صعيد الجالية العربية في ألمانيا حيث أتاحت له مناصبه الادارية في المحافظة العمل أكثر على تلبية متطلبات المهاجرين العرب .
كريم العراقي تحدث لموقعنا عن تجربته في العبور من اللجوء إلى المواطنة فأشار الى أن الإندماج في المجتمع الالماني كان من الاساسيات التي أتاحت له الوصول الى ما وصل إليه من خلال المصداقية في العمل والجد وإثبات الحضور وخدمة الناس.وكذلك الإندماج السياسي والإجتماعي والثقافي.
إقرأ أيضًا: يوم الارض لتبقى فلسطين في العقل والوجدان
العراقي أشار إلى نشاطات كثير يقوم بها على مستوى المجتمع العربي والمسلم عموما وهو اليوم يقدم كعربي ألماني تجربة رائدة يفتخر بها أي عربي، وهي تجربة مشرفة يجب أن تكون مثالا يحتذى لأي عربي في ألمانيا أو أي دولة أروربية أخرى.
عن أصوله اللبنانية الفلسطينية تحدث كريم العراقي مشيرا الى أنه نشأ وترعرع في لبنان ويمثل لبنان بالنسبة إليه الوطن الأساس الذي ولد فيه وهو الوطن الذي يعتز دائما بالإنتماء إليه .

نشاطات كثيرة يقوم بها كريم العراقي، فقد أتاحت له مواقعه في الدولة وخارجها أن يكون مرجعية كبيرة لدى الجالية العربية في ألمانيا، وها هو اليوم يكرس جهوده لخدمة أبناء الجالية العربية من اللاجئين القدامى والجدد.

إغاثة اللاجئين السوريين:
ولأنة خبر معاناة اللجوء عمل النائب كريم العراقي أن يكون جزءا من المتطوعين العرب والألمان الذين عملوا على مساعدة اللاجئين السوريين في ألمانيا، وكرس النائب العراقي منصبه النيابي والسياسي في نينبورغ لخدمة العائلات السورية اللاجئة إلى ألمانيا وذلك إنطلاقًا من المباديء الإنسانية التي آمن بها وعمل من أجلها .

كريم العراقي تجربة رائدة يجب أن تكون حافزا لأي لاجيء ومهاجر عربي إلى أوروبا والمانيا تحديدا إذ استطاعت هذه التجربة بإصرارها وبراعتها أن تتخطى محنة اللجوء إلى ما هو أكبر إلى أن يتحول من لاجيء إلى مواطن مسؤول يحمل على عاتقه هموم مواطنيه وأبناء جلدته.