العلاقات الروسية - الإيرانية في تطور إيجابي مستمر.
 

زيارة الرئيس حسن  روحاني لموسكو التي تم خلالها توقيع الطرفين على 14 مذكرة تعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية، تدلّ على عمق العلاقات الثنائية، وعلى أن التنسيق العسكري والديبلوماسي بين الطرفين في القضية السورية لم يكن من متطلبات مرحلة عابرة بل يبدو أن روسيا تتجه إلى تغيير صورتها النمطية التاريخية عند الرأي العام الإيراني. 

إقرأ أيضا : اسرائيل تتوقع وداعش ينفذ؟
حيث أن الإيرانيين لديهم كره تاريخي للروس، منذ القرن التاسع عشر حتى السنوات الأخيرة. فالهزائم العسكرية المتتالية أمام الروس التي أدّت الى انسحاب الفرس من ولايات عدة تشكل حاليا جمهوريات مستقلة في آسيا الوسطى لم تُمسح من ذاكرة الإيرانيين كما الغزو الروسي خلال الحرب العالمية الثانية وأخيرا المماطلة الروسية في تسليم منظومة الدفاع الصاروخي أس 300 رغم تسلم ثمنها بذريعة العقوبات الدولية ضد إيران وحتى الموافقة الروسية على العقوبات الدولية تشكل عُقدا عند التصور الإيراني، مما عكس على البيروقراطية الإيرانية.

إقرأ أيضا : كيف سيتصرف رياض سلامة مع العقوبات الأميركية الجديدة على حزب الله؟

ولكن علاقة الجوار والحاجة المتبادلة والوقوع في المعسكر المعارض للغرب خاصة في سوريا وفرض العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا دفع الطرفين إلى المزيد من التقارب.

وتأتي هذه الزيارة قبيل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع عقدها في نيسان المقبل كدليل واضح على الرهان الروسي على فوز الرئيس روحاني لولاية ثانية مما يُعتبر مكسبا شخصيا للرئيس روحاني داخليا ودعاية إعلامية له كمرشح للرئاسة. وهذا التوقيت لزيارة روحاني دليل على نية الروس لطي الصفحة القديمة واستمالة الرأي العام الإيراني.

إقرأ أيضا : إلى أين وصلت المفاوضات بين حزب الله وفتح الشام؟

وبينما يحذّر خبراء إيرانيون النظام من مغبة الثقة بالروس معللاً تحذيرهم بأن الروس سيستخدمون الورقة الإيرانية في صفقاتهم السياسية مع الولايات المتحدة رفع الوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مستوى ثقته بالروس عاليا بإعلانه عن استعداد إيران لتوفير ممر جوي للمقاتلات الروسية المتجهة إلى سوريا.

إقرأ أيضا : ماذا جرى يوم أمس في الضاحية؟ هل تعرض حزب الله لكمين؟

أنهت روسيا عبر كرم الضيافة في حق الضيف الإيراني بجميع التكهنات حول العلاقات مع الولايات المتحدة ومدى تأثيرها على العلاقات الروسية الإيرانية، لتؤكّد على نيتها للارتباط الاستراتيجي البعيد المدى مع جارتها الجنوبية، وهذا ما أظهره الرئيس بوتين خلال لقاءه مع المرشد الأعلى السيد الخامنئي وإهداءه نسخة قديمة للقرآن الكريم.

إن المحور الإيراني الروسي سوف يُعزز موقعه في المعادلات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة ويبدو أن الرهان على الفصل بينهما إن على القضية السورية أو على القضايا الاستراتيجية الأخرى رهان خاسر.