نواب الأمة بحاجة إلى دورات تدريبية شبيهة بمثيلاتها الشيوعية!
 

محظوظ من يصبح نائباً في لبنان وخاصة اذا كان فقيراً يغنيه المجلس ويجعله رقماً في الحسابات  والخزنات ووجيهاً بعد أن كان مغموراً غير معروف لغير أهله وملته من أهل العشيرة أو القبيلة فرفعه الحزب درجة و أعلاه مقاماً فارتفع في سماء الناس دون أن يكون له رصيداً في بنك الشعب أو أن يكون شيكاً مصروفاً في المنطقة التي مثلها دون معرفة الناخبين به لسوق مفتوح على بيع وشراء وفق قوانين العمل التي شرعها المُشرع القائد الفذُ التاريخي والاستثنائي لجماعة أو طائفة أو ملة أو مذهب من المذاهب المنتشرة على مساحة الوطن.

إقرأ أيضا : ايها اللبنانيون:إصدار قانون انتخابي يحتاج لعشرات السنين.
أغناهم الله و أعطاهم من خزائنه وفتح عليهم باب رزقه فأتخمهم بعد حمية فقر و أورثهم مفاتيح جنانه لهم ولعائلاتهم وشبكاتهم الخاصة كونهم أحسنوا العبادة فأطلقوا لحاهم وعفوا عن شواربهم وكانوا غير مثال يحتذى بالسلف الصالح من أهل البطانة والخاصة ممن حفظوا الحديث ورووه دون إضافة أو إدخال مشوه للراوي الحزبي . ولا يختلف إثنان في توصيف نائبين مختلفين في الشكل متفقين في المضمون وإن كانا من مصدرين متناقضين في الأطروحة الطائفية فكلاهما من مستودع واحد خبأهم التاجر كسلعة نادرة ليوم فيه كساد .

إقرأ أيضا : هل قبل سعد الحريري أخيرا بالنسبية ؟
نشكر الله على النعم التي أحاطنا بها بمشرعين كبار آثروا المشرق العربي ومغربه بجهابذة مشرعة في الشريعة والقانون فكنا من روّاد علم القانون وباتت مجالسنا التشريعية مصدر إلهام لدول العالم التي تغذت على ما شرعه المشرعة العرب والمسلمين واستفادت كثيراً من خبرات لا حصر لها  .
أن يستنوب أحد من العاملين في تمسيح الجوخ يعني أن منطق التشريع مصحوب بعقل علمي متقدم يُبنى عليه نهضة جديدة في رعاية مصالح الأمّة وفق مسوغات قانونية تنقل البلاد والعباد من مستوى متدني الى مستويات أعلى و أرقى .
 لذا ثمّة رعاية و إهتمام كبير لدى النخبة المستنوبة بتعزيز و تثقيف الجيل النيابي من خلال وضعهم في" كولخوزات" خاصة كما كان يفعل الروس أيام الاتحاد السوفيات أي بتعزيز تعاونيات بشرية لإعداد الجيل الشيوعي .

إقرأ أيضا : أزمة جمهورية... سلطة فاسدة متحكمة ومعارضة تبحث عن ذاتها
عندنا توجد مصحات سياسية أرقى من التعاونية الشيوعية يُستضاف فيها من يملكون مواهب نفسية خاصة ينتقيهم بعناية ودراية القائد أو الزعيم كونه يملك حساً لا يملكه أحد وهو هبة من الله وقد إختصه بها وحده دون العالمين ويتم رعايتهم وإستجمامهم كيّ يمارسون أدوارهم التي أوكلها لهم الشعب الذي إرتضاهم لإرضاء أولي الأمر .
أكثر المجالس النيابية في وطننا العربي تشبه بعضها البعض فأكثر ممثلين فئات الشعب مٌمددين على كراسيهم  ولا حول ولا قوّة لهم سوى التصفيق والتأييد ورفع إصبع الموافقة على ما هم ملزمين به ويتعبون من طول الجلسات وكثرة النقاشات ووفرة الخطابات الرنانة والمبحوحة وكل ما يحصلون عليه مجرد رواتب تصرف على شأنيتهم ومخصصات تذهب الى رعاية الأيتام ومن حولهم وتراهم ركعاُ سُجداً ولكن لغير الله .
لا أحد يُلعنُ ويشتمُ و يُسبُ في وطننا العربي كما هم النواب ولا أحد يرشق بأحقاد الشعوب كما هم مستنوبو الأمّة ومع ذلك لا يمتعضون ولا يتأففون ويجدون بصاق الناس مطر إستسقاء وشفاء لهم من داء الوظيفة المتصحرة ... كان الله بعونهم فهم يتحملون ما لا يتحمله بشري على أرض البسيطة ودون مقابل يُذكر فهمهم رضوان الله والطمع في جنته لا في جهنم الدولار .
ما أحلاهم وهم يسرحون شعرهم بمشط القائد أو الزعيم تماماً كما تسرح الأمهات شعر أولادهم أيام المدارس و الأعياد لحظة التقاط صورهم كي يتعرف الناس عليهم فأكثرهم من نيام أهل الكهف وبعضهم آتوا بهم ولعبهم معهم كي لا يستوحشوا في المجالس وقد كبر البعض وهم في صفوف النيابة .

إقرأ أيضا : هل تتراجع الحكومة عن الضرائب أمام ضغط الشارع؟
كان الله بعون الرئيس نبيه بري في مجلس لا نائب فيه ككمال جنبلاط وكميل شمعون ورشيد كرامي و آخرين من رواد الندوة البرلمانية ممن ساهموا في تعزيز العمل النيابي لا في لبنان بل في العالم العربي وكان قدوة وقبلة الشرق في التشريع واللعبة الديمقراطية .