الفقراء يستهلون قمر الحرب علّها تأتيهم بالخبز الرديء وعلب التونة والبطانيات النائمات في مستودعات التجار
 

 أهلا وسهلا بالحرب المدمرة نحن ننتظرك كعادتنا عند كل مفترق طرق نووي وغير نووي وعند كل جنون اسرائيلي ومطلب يهودي بتزويد العدو بقدرات تدميرية هائلة كلما بكى في حرب أو اشتكى من خسارتنا التي لا تعوضها أرباحه الخيالية والتي تنكس فيها أعلام النصر لترتفع رايات سوداء في سماء وطننا و أمتنا التي لم تنم منذ عام 1948 الاّ في الحفر والخنادق وعلى السواتر الترابية لاسترداد ما ضاع من زمن جميل ومن مقدس قادم من عمق الهزيمة .
بقالون وجزّارون وحلاّقون ثرثريون وآخرون من مهن أخرى يبشرون بالحرب ويحدثون الناس عن حجم المعركة الهائلة اذا ما فتحها العدو خشية نجاح محور الخير على محاور الشر وتردد نخب من بقايا المدارس اليسارية ما يقوله هؤلاء الباعة في الأسواق الكاسدة بلغة علمية دقيقة ومحتسبة بحسب ما جاء في البيان الشيوعي .

إقرأ أيضا : مقاربة سعودية للواقع العراقي
حتى الفقراء يستهلون قمر الحرب علّها تأتيهم بالخبز الرديء وعلب التونة والبطانيات النائمات في مستودعات التجار إحتكاراً منهم لسلع سياسية في زمن الحرب عندما يتقاعس الجميع وتبقى من تبذل دماءها وحدها من تغسل أوساخ السياسة .نحن مجتمع حرب تماماً كما هو حال المجتمع الآخر في الشكل طبعاً لا في المضمون ونملك ما لايمكله عدو في الأرض من إرادة في الصوم حتى انقطاع الأنفاس ذوداً عن حياض الدين إذا ما قرر أحد من الأعداء هدم حوائطه للتطاول عليه .
في التجربة نهوض كامل من الموت، صوت مرتفع الى ما بعد السماء السابعة، قوّة ضاعفها هدر طاقاتها وهي تزداد شراسة وخبرة وكلما دُفنت استفاقت بل كفن وحوّلت الطين الى سلاح أقوى من آلة القتل الغربية نحن نتفوق عليهم جميعاً أولاد الأبالسة نحن معنا الخيل ورباطه وهم ماذا معهم ؟

إقرأ أيضا : الفلسطيني بطل الطرب لا الحرب

 

يصدح الاعلام المرئي بالتهليل للحرب وبإنتظارها على شرفات صفحات مقدمات النشرات الاخبارية من صبايا لا مكان لهن في الحروب كون الجهاد قد سقط عنهن ليس سهواً بقدر ما هو رغبة في تحييد من لا يجب تجنيدهن مخافة الوقوع في حرام الهزيمة ومخافة أن تضيع فحولة الرجال اذا ما ذهبن النساء للقتال تماماً كم هي حركة إيتا في إسبانية والتي لا تُدخلُ الأنثى الى تشكيلاتها  حتى لا تنفضح أسرارها وتنكشف للأعداء.
لم أدخل متجراً الاّ واشتكى من حال السوق النائم نومة أهل الكهف بإستثناء الأفران وأسواق اللحوم على أنواعها والفواكه والحشائش وما زحمة الناس الاّ نتيجة فراغ ولا يملأ هذا الفراغ سوى الحرب فهي الوسيلة الفضلى للتخفيف  والتنحيف من عجقات البشر هكذا قال العالمان ريكاردو ومالتوس في الاعتماد على الحروب للتخلص من الكثافة البشرية .
لا أعرف من دق على دف الحرب أو على طنجرة الهروب الى لا مكان.

إقرأ أيضا : إسرائيل تبول على نفسها
ظني أن هوس الناس بات مسيطراً ككابوس قديم  على افكارهم المعلبة كمواد الاغاثة فدعوا عنكم أحمال الخيال وتفرغوا لعبادة أخرى أكثر مسؤولية وأكثر أمناً فنحن لسنا طلاب حروب بقدر ما نحن أهل سلام وهو سلاح أمضى و أقوى مما في أيادي الأعداء الذين لا يعرفون الاَ استخدام أدوات الحروب فمسيحنا عليه السلام رسول سلام ونبيّنا الأكرم محمد ابن عبد الله نبيّ سلام وكل التابعين لأنبياء الله آمنوا بمواجهة السلام للسيوف فانتصروا .
وسلام الأنبياء ليس وهناً أو جُبناً أو ضعفاً فهو قوّة المؤمن بصواب مذهبه ودعوته التي تبني البشر والحجر ولا تهدم الاثنين معاً كما تفعل كوارث وويلات الحروب .