إصرار نصر الله على قانون النسبية هل هو مناورة سياسية جديدة أم توجه جدي؟ وماذا عن المناقشات الدائرة حول القانون الإنتخابي؟ هل انتهى عمل اللجنة الرباعية؟
 


أطل الأمين العام لحزب السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير على الوضع اللبناني من زاوية قانون الإنتخاب مشددا على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها، ومعيدا التأكيد على وقوف حزب الله الى جانب قانون النسبية .

وأشار السيد نصر الله ان القانون النسبي لا يقصي احدًا بل يعطي لكل ذي حق حقه ولكل ذي حجم حجمه مؤكدا اننا عندما نؤيد النسبية فنحن حريصون على بقاء وتمثيل كل الاحزاب والجماعات والعائلات والبيوتات السياسية.
وقال نصر الله  أن التزامنا الحقيقي هو النسبية لكننا منفتحون على أي نقاش وحوار حول اي اقتراح قانون معقول يؤدي الى انتخاب عادل .
وإذ يتبنى نصر الله قانون النسبية بالكامل ويؤكد عليه، فإنه يعيد النقاش حول قانون الإنتخاب إلى مربعه الأول، وبالرغم مما أعلنه عن انفتاحه على أي نقاش وحوار حول قانون الإنتخاب إلا أن تبني نصر الله لخيار النسبية قد يقطع الطريق على أي خيارات أخرى حول قانون الإنتخاب، سيما أن نسبة التأييد لقانون النسبية الى مزيد من الإتساع وربما أصبحوا القوة الأكبر قياسا بالمعارضين، فهم إلى حزب الله،  التيار الوطني الحر وحركة امل وحزبا البعث والسوري القومي الاجتماعي وقوى وأحزاب أخرى لها حضورها السياسي على الساحة المحلية كالحزب الشيوعي وحركة الشعب ومجموعات أخرى.

إقرأ أيضًا: أنقذوا المقاومة من هؤلاء !!!
وفي رأي رئيس مركز بيروت للاحصاء والدراسات عبده سعد، ان النسبية "صارت تستحوذ على اكثرية مريحة في مجلس النواب، وهي تحظى الان بتأييد ما لا يقل عن 73 نائبًا.
والسؤال الجدّي الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المجال هل أن حزب الله بتبنيه قانون النسبية سيذهب إلى التعطيل من جديد أسوة بما حصل في الفترة التي أعلن فيها الحزب ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وإقفاله الطرق على أي مرشح آخر طوال سنتين ونصف عطّلت البلد سياسيا وإجتماعيا و إقتصاديا ؟ وهل أن تبني قانون النسبية مناورة سياسية لتعطيل الإنتخابات النيابية بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث في المنطقة إنطلاقا من الملف الايراني وتوتر العلاقات الإيرانية الأميركية؟
وقد يكون الإصرار الذي أبداه نصر الله بمقاربة قانون النسبية بمثابة الكلمة الفصل التي لا يمكن تجاوزها وهي تعطل عمل اللجنة الرباعية وتنهي مناقشاتها،كما تضع حدا لكل المناقشات الجارية بشأن قانون الإنتخاب، ومن المعروف أن إصرار حزب الله على أي موقف من شأنه أن يقود إلى التعطيل ومشاهد الفراغ الرئاسي التي ضرب البلاد لمدة سنيتن ونصف غير بعيدة وهي لم تكن إلا بإصرار من حزب الله على قراره بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

إقرأ أيضًا: شيعة لبنان ينتفضون على الثنائية الشيعية
لذا فإن المتوقع أن يطول أمد المناقشات حول قانون الإنتخاب وبالتالي تضيع الإنتخابات النيابية في البازار السياسي وعلى الجميع أن ينتظر ما ستؤول إليه الاحداث في المنطقة وكل ذلك على وقع إرادة حزب الله وسياساته ورغباته.