لقد ذهب حزب الله بعد الانتخابات النيابية من الأكثرية إلى العزلة أكثر وبات منبوذا من المجتمع اللبناني بفعل السياسات والخيارات التي يتعاطى بها محليا وإقليميا الامر الذي يستدعي دراسة داخلية حزبية عاجلة بعيدا عن لغة الانتصارات والعنتريات .
 
أنجز لبنان واللبنانيون استحقاقهم الإنتخابي وانتهت هذه الإنتخابات إلى ما انتهت إليه من تغيير في صورة المجلس النيابي وخرقت هذه الإنتخابات بعض الحصون الحزبية والطائفية، فأقصت أحزاب ورؤساء أحزاب على حساب المتغيرات التي فرضتها انتفاضة ١٧ تشرين. وبعيدا عن الأحجام الجديدة والسجالات المملة حول الأكثرية والاقلية وحول أعداد التكتلات الحزبية داخل البرلمان، وما ناله هذا الحزب أو ذاك، وبعيدا عن احتفالات الإنتصار فإن ثمة وقائع جديدة أفرزتها هذه الانتخابات وهي وقائع جديرة بالدراسة والمتابعة السياسية والإجتماعية ربطا بالسائد قبل هذه الإنتخابات وبعدها. احزاب خسرت حضورها النيابي أمثال الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي الحليفين الدرزيين الأساسيين لحزب الله وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل بكل وضوح على رفض كامل للبيئة الدرزية لحزب الله وإبعاده عن التأثير فيما خصّ الطائفة الدرزية، والمشهد نفسه على أكثر من صعيد حيث لم يستطع حزب الله انتزاع أكثرية نيابية بالحلفاء من مختلف الطوائف وهو هدف حدده الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله حين "مهمتنا إنجاح الحلفاء" وإن نجح حزب الله في البيئة الشيعية فقد فشل فشلا ذريعا في المحافظة على حضوره السياسي على المستوى الوطني وأخفق في تحصيل الإجماع الوطني حول خياراته السياسية وبدا أقرب إلى العزلة على المستوى الوطني وهي الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب في هذه الإنتخابات. شيعيا استطاع الحزب بالترهيب والترغيب القبض على الصوت الشيعي عنوة واستخدم لهذه الغاية كل المحرمات وفاز شيعيا بالقمع والسطوة والسلاح والمال رغم أن البيئة الشيعية كانت حاضرة للإقتصاص والعقاب لكن البطش كان أقوى واسلحة الترهيب والترغيب كانت سائدة في مختلف الدوائر الإنتخابية الشيعية خصوصا في البقاع والشواهد والأدلة والبراهين كثيرة. لقد ذهب حزب الله بعد الانتخابات النيابية من الأكثرية إلى العزلة أكثر وبات منبوذا من المجتمع اللبناني بفعل السياسات والخيارات التي يتعاطى بها محليا وإقليميا الامر الذي يستدعي دراسة داخلية حزبية عاجلة بعيدا عن لغة الانتصارات والعنتريات