يأتي ذلك في ظل انسداد الافق لأي حل سياسي وفي ظل الصمت الدائم لحزب الله مراعاة لخواطر هذا وارضاء لخواطر ذاك فعلى ماذا يراهن الحزب، وإلى متى سينتظر الناس الحلول اللازمة ولماذا يدفع الشعب ثمن الخيارات السياسية الخاطئة بحق الشعب والوطن والطائفة التي يمسك الحزب بقرارها .
 

الأزمة المعيشية في لبنان بلغت ذروتها واصبحت المشاهد المتداولة على التواصل الإجتماعي في محلات المواد الغذائية  تنذر بما هو أخطر بكثير من مجرد عراك على بضعة كيلوات من الرز أو الحليب أو السكر أو غيرها حيث اصبحت البيئة الشعبية اللبنانية مهيئة أكثر لاستعمال القوة بل السلاح لتحصيل لقمة العيش.

 

تكثر هذه الحالات في المناطق الشيعية والمصنفة تخت سيطرة حزب الله أو ما يسمى بالثنائي الشيعي، وقد ظهرت بوادرها كمرحلة اولى مع السجالات التي حصلت بين جمهور حزب الله وجمهور حركة امل والتي استخدمت فيها كل انواع الشتائم والاتهامات والصفات والتي تنم عن احتقان شعبي على خلفية واحدة وهي الأزمة المعيشية.

 

رغم محاولات حزب الله الاستقطابية والاستيعابية إلا انه لم يفلح بعد بضبط الناس لا بمساعدات المازوت ولا ببطاقة السجاد التي لا تلبي حتى الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية اليومية.

 

يحاول حزب الله حتى الآن ضبط الشارع خوفا من الإنقلاب، ويحاول جاهدا ضبط الاحتجاجات المتنقلة بشعارات الصبر والبصيرة وبشعارات كربلاء ويسقط الشواهد التاريخية من هنا وهناك لتأمين الحد الأدنى من الضبط والسيطرة ولكن إلى متى؟ 

 

العارفون بخفايا الشوارع  والمتابعون عن كثب ما يجري في القرى والاحياء والمناطق الشيعية جميعهم يخرجون بتقدير واحد عنوانه "الإنفجار قادم" وربما ستخرج الامور عن سيطرة حزب الله والأسئلة المتداولة أين هي وعود الامين العام لحزب الله للشيعة بأنهم لن يجوعوا؟ ولماذا لم يذهب حزب الله إلى معالجة الأزمة من خلال التسويات السياسية؟ وغير ذلك من الأسئلة التي لا يفهم منها سوى حالة استنفار شعبي عارم قاب قوسين من الإنفجار.

 

يأتي ذلك في ظل انسداد الافق لأي حل سياسي وفي ظل الصمت الدائم لحزب الله مراعاة لخواطر هذا وارضاء لخواطر ذاك فعلى ماذا يراهن الحزب، وإلى متى سينتظر الناس الحلول اللازمة ولماذا يدفع الشعب ثمن الخيارات السياسية الخاطئة بحق الشعب والوطن والطائفة التي يمسك الحزب بقرارها .