المشاهد التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الدولية حول سجن صيدنايا تؤكد همجية هذا النظام ووحشيته في الوقت الذي ما يزال البعض يدافع عن هذا النظام تحت ذريعة الوفاء والمقاومة
 

في أحد الأيام وأثناء حديث جرى بيني وبين أحد المقاومين اللبنانيين وكان حول المقارنة بين معاملة الأنظمة العربية مع من يعتقلونهم من مواطنيهم وبين تعامل الإسرائيليين مع من يعتقلونهم حتى من المقاومين من أعدائهم، فإنه ذكر لي حادثة غريبة حصلت معه، فقال : 
أثناء تنفيذي لإحدى العمليات العسكرية ضد دورية إسرائيلية فترة الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان سنة 1982 وقتلي لثمانية إسرائيليين، تم القبض علي وأخذي إلى معتقل أنصار في جنوب لبنان .
بعد أشهر من اعتقالي، وحيث أن إدارة المعتقل كانت تسمح لمن يريد الإعتراض على اعتقاله أن يستفسر عن السبب من الإدارة، فإنني تحدثت مع الضابط الإسرائيلي المسؤول عن المعتقل وطلبت منه أن يشرح لي سبب اعتقالي، فأخرج الضابط ملفي وصار يقرأ فيه، ثم ضحك وقال لي : قتلت ثمانية جنود إسرائيليين ثم تسأل عن سبب اعتقالك، "روح يا عمي روح" . فطلبت منه أن أتعارك معه أمام الجميع في باحة في المعتقل، فقبل، فوقف الجنود الإسرائيليون وباقي المعتقلين من اللبنانيين وغيرهم الذين كانوا بالآلاف وبدأ العراك بيننا بعد أن اتفقت معه على أن لا يتدخل أحد من الموجودين لنصرة أحد منا في حال انهزم وتعرض للضرب من خصمه . فتعاركنا حتى أدميت ذلك الضابط ولم يتدخل أحد من جنوده حتى هممت بقتله عبر محاولتي لكسر حنجرته، عندها تدخل جنوده وقاموا بضربي وردعي عنه !!

إقرأ أيضًا: المعركة الشيعية/الروسية القادمة.. متى وأين ؟!!

قصة أحببت أن أوردها لأقارن بين تصرف العدو الإسرائيلي مع من يعتقلهم، حتى مع من قتلوا منه جنودا، وتصرف الأنظمة العربية حتى مع من يعتقلونهم من مواطنيهم ولأبسط الأسباب، والأسير المحرر الشهيد سمير القنطار خير شاهد، فهو قد تخرج من السجون الإسرائيلية حائزا على شهادة دكتوراه، حيث كان يسمح له بمتابعة طلب العلم وهو في سجنه، رغم أنه مدان بقتل عدة إسرائيليين في العملية التي نفذها ضدهم عبر البحر . بينما عند أنظمة العرب، فإن المواطن إذا دخل سجونهم، فإنه "إن قدر له أن يخرج حيا"، فهو يخرج أستاذا في الإجرام بسبب ما يتعلمه داخل السجن، ولو كان سبب سجنه أمرا بسيطا !!
بالتأكيد لست أبرء إسرائيل من جرائمها في الحروب، ولكن كلنا يتابع كيف يتعامل العدو الإسرائيلي مع معتقليه من أعدائه بنسبة لا تشبه أصلا التعامل الإجرامي للكثير من الأنظمة العربية مع معتقليها من مواطنيها !!
وقد طالعنا بالأمس تقرير دولي عن جرائم مهولة قد ارتكبت في سجن "صيدنايا" في سوريا على يد جنود النظام السوري . وتضمن التقرير تفاصيل هي قمة في الإجرام بحق "ثلاثة عشر ألف" من المواطنين السوريين من الرجال والأطفال والنساء ممن أمكن توثيق قتلهم . فأي جرم ارتكبه هؤلاء المعتقلون حتى يستوجبوا به أن يذبحوا كالخراف وتشد أرجل الأطفال منهم إلى الأسفل وهم معلقون على المشنقة كي يتأكد السجان القاتل أنه قد انقطع الهواء عن أمعاء هذا الطفل ومات . وأي جريمة قد إرتكبتها نسوة استحقت بها عقوبة الإغتصاب ؟!!

إقرأ أيضًا: أين إيران من فتنة اليمن والشام ؟!!
فإذا كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قد أمر جنوده بأن لا يلحقوا مدبرا ممن يقاتلونهم في ساحة الحرب، وأن لا يرعبوا امرأة من نساء من يقاتلونهم إذا وصلوا إليهن، وإذا كنا نبكي الحسين وأطفاله ونساء أهل بيته (ع) ممن سباهم جيش عدوه في حرب بينهما ونكل بهم وبهن ولكنه لم يصل الأمر مع الأطفال والسبايا إلى الحد الذي حصل في سجون صيدنايا السورية مع الأطفال والنساء، فكيف يستقيم ذلك مع نصرتنا لهكذا أنظمة ترتكب من الجرائم بحق نساء وأطفال معتقلين ما لم يرتكبه حتى الإسرائيليون أنفسهم حتى مع من ثبت أنهم قتلوا إسرائيليين ؟!!
رسالة معتقلي سجن أنصار والخيام في لبنان ومعتقلي سجون الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين، لمعتقلي وشهداء سجون الأنظمة العربية عامة وسجون النظام السوري خاصة وبالأخص سجن صيدنايا هي : ليت سجانكم إسرائيلي !!