عودة العلاقات الاميركية الايرانية الى سابق عهدها قبل الاتفاق النووي إلى أين ستتجه التصريحات المتبادلة بين الطرفين ؟ وهل سنكون أمام مواجهة حقيقية بين ايران والولايات المتحدة في عهد ترامب؟
 

كل الخيارات مطروحة على الطاولة ، بهذه العبارات رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سؤال حول موقف الولايات المتحدة من التجربة الصارخية التي أجرتها إيران منذ أيام، ترامب حمّل  سلفه باراك أوباما مسؤولية إنقاذ إيران من الإنهيار بعد توقيع الاتفاق النووي معها،ووصف ترامب هذا الإتفاق بالكارثي .
وكان ترامب كتب في تغريدة له لقد تم توجيه تحذير رسمي لأنها أطلقت صاروخاً بالستياً. كان يجب أن تكون ممتنة للاتفاق الكارثي الذي وقعته الولايات المتحدة معها.
وأضاف الرئيس الأميركي على تويتر: إيران كانت على وشك الانهيار حين جاءت الولايات المتحدة وأنقذتها بواسطة اتفاق بقيمة 150 مليار دولار في إشارة الى المبلغ الذي تمثله العقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم في تموز 2015 مع القوى الست الكبرى .
وأكد البيت الأبيض أمس أن الإدارة الأميركية سترد على تجربة الصاروخ البالستي التي أجرتها إيران وعلى غيرها من الأعمال العدائية.

إقرأ أيضًا: البقاع وعودة الدولة
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: سنوافيكم بالجديد بشأن هذه الإجراءات الإضافية لكن بكل وضوح فإن ما قام به (مستشار الأمن القومي مايكل فلين) كان للتأكد من استيعاب إيران للتحذير وأن ذلك لن يمر من دون رد.
وأعلن رئيس مجلس النواب بول ريان أنه سيؤيد فرض المزيد من العقوبات على إيران وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن استرضاء طهران وقال ريان للصحافيين: سأكون مؤيداً لفرض عقوبات إضافية على إيران نحن بحاجة لأن تكون لدينا سياسة صارمة بشأن إيران ويجب أن نتوقف عن استرضاء إيران .
المواقف الامريكية التصعيدية هذه أدت إلى رد إيراني سريع حيث أعلنت إيران أنها لن تخضع لتهديدات عديمة الجدوى من شخص عديم الخبرة. 
وقال علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي هذه ليست أول مرة يهدد فيها شخص عديم الخبرة إيران... ستفهم الإدارة الأميركية أن تهديد إيران عديم الجدوى وأضاف ولايتي إيران ليست في حاجة لإذن من أي دولة حتى تدافع عن نفسها.
كما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي التعليقات الأميركية، قائلاً: بدلاً من شكر إيران على معركتها المستمرة ضد الإرهاب تساعد الحكومة الأميركية الإرهابيين عملياً من خلال إطلاق مزاعم عن إيران لا أساس لها ومكررة واستفزازية.

إقرأ أيضًا: اللبنانيون عالقون بين قانون الإنتخاب والأزمات المعيشية
وفي هذا السياق نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، قولها إنه من المتوقع أن تفرض أمريكا عقوبات إضافية على كيانات إيرانية، الجمعة .
ووفقا للمصادر، فإن العقوبات ستشمل 8 كيانات طبقا للأمر التنفيذي الخاص بالإرهاب و17 طبقا للأمر التنفيذي الخاص بأسلحة الدمار الشامل.
إن المواقف الامريكية الأخيرة والمواقف المضادة التي صدرت عن العاصمة الإيرانية طهران تعيد العلاقات بين الولايات المتحدة و إيران الى ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي وبالتالي فإن التوتر القائم الآن سيعيد بلا شك عقارب الساعة إلى الوراء وسط تكهنات بإصرار أميركي على المواجهة إلا أن السؤال المطروح حول أبعاد هذه المواجهة وهذا التصعيد وهل ننتظر المزيد من التوتر بين الطرفين؟