لقد رفع المسيحيون في لبنان صليب الخوف من الإرهاب الاسلامي كما فعل ويفعل الأقباط في مصر لتكتمل بذلك صرخة المسيحي في منطقة يسيطر عليها جزّار العقيدة الإسلامية بطريقة مرعبة وضعت الوجود المسيحي بين المسلمين بما لا يحمد مصيره
 


يستصرخ مسيحيو الشرق من أسماء أحزاب الله بنسختها الإسلامية وما يفعله الكثير من المتطرفين الإسلاميين من أعمال إرهابية تطال الأقليات في العالم العربي وخاصة مسيحي العراق وسورية الذين يطالهم ما طال غيرهم من موت وتهجير.
لقد رفع المسيحيون في لبنان صليب الخوف من الإرهاب الاسلامي كما فعل ويفعل الأقباط في مصر لتكتمل بذلك صرخة المسيحي في منطقة يسيطر عليها جزّار العقيدة الإسلامية بطريقة مرعبة وضعت الوجود المسيحي بين المسلمين بما لا يحمد مصيره.
هذا الخوف المبرر ولّد موقفاً مسيحياً رافضاً للإسلام بنسخته المتطرفة وقد قضت تجربة تنظيم الدولة " داعش " على محاولات التميز بين نُسخة ونُسخة وتجربة وتجربة خاصة وأن ما يطال المسيحيين من فعل ورد فعل من قبل إسلامي مصر أكدّ أن الداعشية ليست حالة شاذة أو خاصة بتنظيم وحشي يدّعي الاسلام زوراً كما يحلو للبعض تحليل ظاهرة " داعش " الإرهابي.

إقرأ أيضًا: أسئلة حول ماهية الضعف الجنبلاطي
هذا المجرم العقائدي الإسلامي ليس حالة فريدة أو نموذجاً لم يتحه سوى الإسلام السياسي أو الجهادي فتجربة الأديان مرّة في هذا المجال ولا داعي لعرض إرهاب و إجرام المجرم اليهودي بحق الفلسطينيين والعرب سواء من قبل متدينين يهود أو من قبل الدولة اليهودية الدينية التي تمارس أبشع أنواع القتل بحق الشعب الفلسطيني كما يشهد العالم على إجرام هذا المجرم العقائدي بحق اللبنانيين من صبرا وشاتيلا الى مجزرة قانا.
حتى من يندد الان بالإرهاب الإسلامي مارس في تاريخه وفي تجربته أعمالاً إرهابية بإسم العقيدة المسيحية فقتل وذبح على الهوية ونفّذ أبشع الجرائم حيث تمكّن والتجربة التاريخية حافلة بهذه المشاهد الإجرامية.
في كتابه جرائم العقيدة الدينية يقول واثق غازي معترضاً على من يعتبر أن العنف والإرهاب والتطرف جذره الدين الإسلامي لأنه خطأ تاريخي وغير صحيح  فمجرد المتابعة الصغيرة لجماعات العنف الديني في العالم تؤكدّ لمن يعتبر الاسلام مصدراً وحيداً للعنف بأن كل الديانات لها موالون متطرفون وهم يعتبرون أنفسهم حرّاس العقيدة وحُماة الدين وهم الممثلون الحصريون لإرادة الله ففي ببدايات العقد الأخير من القرن الماضي ظهرت جماعات مسيحية متطرفة في أميركا ومن بينها جماعة جيش الله وهدفها مكافحة عمليات الإجهاض والدعارة والشذوذ الجنسي وقام عدد من أعضاء جنود الله بإرتكاب جرائم قتل وتفجير وخطف ومن بينهم القس بول هيل الذي قام بجرائم قتل وهو مرتاح الضمير لأنه يطبق إرادة الله في الأرض وان مصيره سيكون جنة الله وصحبة يسوع المسيح المخلص.

إقرأ أيضًا: الموارنة ومزرعة الدولة
لقد أعتقل بول هيل وحُكم عليه بعقوبة الإعدام وفي اللحظة التي سبقت إعدامه صرح القس بأنه ليس نادماً على أفعاله الإجرامية وتوقع مكافأة عظيمة له في الجنة لأنه كان مؤمناً بأن ما فعله مبرر في الكتاب المقدس . لقد أيّد العديد من المسيحيين المتدينين جرائم القس بول هيل وقام بعضهم بإنشاء موقع خاص على الإنترنت للدفاع عنه كما أن العديد من المقربين للقس صرحوا بتأييدهم لهيل ومن بينهم مرشده الروحي دونالد سبلتز الذي أنضم بدوره لجيش الله.