يشكل غياب الولايات المتحدة عم مسرح الأحداث في المنطقة استئثار روسي حتى بدت روسيا اللاعب الأساسي مستفيدة من هذا الغياب الأمريكي ومع تسلم ترامب مقاليد السلطة متى يبدأ الأمريكي تحركه تجاه المنطقة؟
 

كل الأنظار تتجه الى البيت الأبيض بعد استلام ترامب رئاسة أميركا وزعامة العالم لمعرفة جديد السياسسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. بعد أن ساعد الرئيس أوباما على إفشاء ظواهر الإرهاب وعلى إستمرار الحروب المنتجة للمزيد من العنف الذي يضرب المنطقة ويحيط العالم بأحزمته الناسفة.
هناك من يرى تحركاً أمريكياً جديداً يعطي الحلفاء التقليدين لواشنطن الدور الذي عطلته الإدارة الأمريكية السابقة من مصر الى العربية السعودية الى تركيا وبالطبع الحليف المتقدم على الجميع اسرائيل الكيان المحمي من أميركا وروسيا خاصة والغرب عمومًا.
وهناك من يرى أن سياسات البيت الأبيض ستكون مكملة لسياسات أوباما في منطقة الشرق الأوسط باعتبار أن الحروب القائمة تلبي مصالح أميركا ولا تضر بها كونها تستنزف قدرات قوى ودول إقليمية وهي تؤسس لحروب مذهبية وطائفية طويلة الأمد بين شعوب تستهلك دماءها في خدمة عصبيات تاريخية أكثر مما تستهلكه لتحسين شروطها الاجتماعية والسياسية.

 

إقرأ أيضًا: أسئلة حول ماهية الضعف الجنبلاطي
بين الرأيين تبدو سياسة ترامب مجرد طموحات متفاوتة بين الجهات المختلفة كونها تراهن على الرؤية الأمريكية لحلّ مشاكلها وفق خيارات تنسجم مع ما يتمنى كل طرف من الأطراف المتقاتلة للخلاص من جهنم الحروب التي استنزفت قدرات غير قادرة بعد على الإستمرار وهي تحتاج الى فرص للتخلص من كلفة النار والبارود ولكن مقابل غنائم سياسية وإقتصادية تريدها بقوّة الدول المتقاتلة من سوريا الى اليمن.
حتى الآن لم يلتفت ترامب وجنرالاته الى المنطقة وقد اعتادت السياسة الأمريكية على الاهتمام أولاّ بالوضع الداخلي لأميركا رغم أن هناك دعوات ملحة وملفتة لأميركا كيّ تتدخل مباشرة في الأحداث القائمة خاصة وأن روسيا باتت تتصرف وكأنها مرجعية دولية وتملك قدرات على إسكات أصوات الحروب بدءًا من سورية اذا ما تجاوبت معه الأطراف المعنية وهذا ما سيكرس زعامة روسية اذا ما نجحت في تدابيرها المتخذة لحلّ الأزمة السورية.

إقرأ أيضًا: الشيخ الذي أحلّ ما حرمه الفقهاء
حتى ينظر ترامب الى المنطقة أو أحد مساعديه الدبلوماسيين يبدو أن هناك استعجال روسي لإستغلال فرصة عدم مبالاة أميركا لتأكيد دوره المرجعي في منطقة فُقدت فيها المرجعية بعد أن ترك أوباما الباب مشرعاً لدخول البعيد والدخيل لتأزيم الأزمات أكثر ولخلق فرص أخرى للعنف كيّ يستمر وبخطى أسرع وأقوى لأن في ذلك إضعاف للأقوياء وتحويلهم الى دول مستفقرة نتيجة حروب ضخمة لم تتح لها سوى النتائج المضرة بها والمنهكة لها . 
الكل ينتظر الرئيس الأميركي بعد أن ألقوا عليه تحية الصباح علّه يردّ عليهم من شباك البيت الأبيض.