التسويات السياسية في لبنان والتحالفات الجديدة أبعدت جنبلاط عن المسرح السياسي ولم يعد زعيم المختارة كما كان في الحسابات الداخلية اللبنانية ما يثير الأسئلة حول ماهية الضعف الجنبلاطي وأسبابه
 

هل بات الزعيم وليد جنبلاط خارج التأثير الوطني ؟ ولم يعد إبرة ميزان السياسة اللبنانية ؟ سؤالان مفتوحان على أسئلة كثيرة حول ماهية الضعف الجنبلاطي والمرحلة التي أسكتت صوتاً لطالما طنّ في آذان اللبنانيين وشنفها بمواقف وضعت صاحبها في سدّة الرئاسة والقيادة لمراحل من السنيين السمان والعجاف وعلى حد سواء .
وحده اعترض على قانون الستين كونه المتضرر الفعلي من قانون سيسحب منه الحصة النيابية التي إعتاد على أخذها في قانون محادل الطوائف وهذا ما سيضع زعامته في سلة فارغة لا وزن لها ما دام صغار القوم قد مُكنوا من الوصول الى المجلس النيابي بواسطة قانون يوزع الحصة النيابية بالمفرق ولا يعطيها بالجملة .
يبدو أن التفاهم بين التيار والقوّات وبين الإثنين وتيار المستقبل من الرئاسة الى الإنتخابات قد وضع حسابات الزعيم الدرزي خارج الإهتمام وما عاد جنبلاط مؤثراً كما كان اثناء أزمة 8 و14 آذار اذ كانت تأثيراته السياسية تغير من ميزان القوى وتعدل من مزاج السلطة . يبدو أن ثمّة رافعة سياسية جديدة بدأت تتحكم باللعبة الداخلية ونواتها التياران الحر والمستقبل وحزب القوات ولولا وزن الرئيس نبيه بري لأكدّت هذه الأحزاب على تهميش بري أيضاً والتجاوز الكامل للاعبين التقليدين .
من هنا يُضمر الرئيس بري خوفاً حقيقياً مما وُقع بين عشية وضحاها بين الأعداء من مسودات سياسية مُقررة للسياسة اللبنانية وكان إعتراضه على الستين حفظاً لحليفه الثابت وليد جنبلاط أي إعادة ترسيم السياسة اللبنانية وفق حدودها الطبيعية لا المصطنعة.

 

إقرأ أيضًا: الشيخ الذي أحلّ ما حرمه الفقهاء
ما أضعف جنبلاط وضعان أحدهما داخلي مرتبط بوضع الحزب التقدمي وإعادة ترميمه بما ينسجم مع سياسة التوريث وبوضع الطائفة الدرزية في ظلّ خروقات لقيادات لا تنافس وليد جنبلاط لكنها تنافس ابنه تيمور وخاصة في ظل غياب ما للزعيم وليد جنبلاط . والآخر خارجي متصل بقوّة الطوائف الأخرى وخاصة القوّة المارونية الجديدة التي تشاركه الجبل في التمثيل اذا ما أرادت إعادة الصوت المسيحي الى الصندوق الماروني كما أن حسابات الطائفة السنية لم تعد تسمح لوليد بيك بأخذ حصة نيابية من السلة السُنية .
يمكن القول أن عام 2017 سيشهد وهن الزعيم وليد جنبلاط لأن الظروف الموضوعية تعمل لغير مصلحته وهو بأمسّ الحاجة الى من يمدّ له يدّ المساعدة للتخفيف من حجم الخسارة السياسية اذا ما مشت السياسة اللبنانية على ما هي عليه من تحالف مركّب بين حيتان تعتاش على الأسماك الصغيرة . وحده الرئيس بري سيكون صياد الحيتان التي تسبح بماء السلطة وتملك الكثير من أدوات مواجهة الصيادين وخبرة البعض باتت محترفة في هذا المجال .

إقرأ أيضًا: مرحبًا بلبنان السعودي القطري
ربما يكون ما تقدم نوعاً من التبصير السياسي على طريقة قرّاء أكف السنة الجديدة وربما يكون مادة جدلية لواقع بات مفضوحاً ومن السهل توصيفه وتحديد نتائج المراحل التي يمرّ بها ومهما كانت صعبة .