هل تعتبر التصريحات الايرانية الأخيرة تجاه السعودية مؤشر على سياسة إيرانية جديدة ؟ وهل تقود هذه التصريحات الى احتواء الأزمة بين البلدين؟
 

يقول أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني إن إيران لا تريد إسقاط آل سعود فحسب، بل إنها تميل للعمل من أجل لجم المحاولات لإسقاط آل سعود، مضيفاً إن "سقوط آل سعود لا يعني بتاتا أن يكون البديل لآل سعود أفضل، بل من المحتمل جدا أن يؤدي ذلك الي تجزئة السعودية وسيطرة الفكر المتطرف الداعشي المنحط على أجزاء مهمة من السعودية".
وشدد شمخاني على أن "الجمهورية الإسلامية طالما تصدت لنمو التطرف ودافعت عن وحدة أراضي دول المنطقة، وذلك لأن تقسيم الدول يؤدي إلي سيطرة الفكر الإرهابي على الدول الإسلامية، ومثل ذلك يتعارض مع المصالح الاستراتيجية للعالم الإسلامي".
ما يقوله الأدميرال شمخاني هو صحيح من منظور الأمن القومي الإيراني كما أكّد عليه خبراء استراتيجيون إيرانيون مراراً وتكراراً، ولكنه لا ينسجم مع مواقف صدرت من إيران تطالب بإسقاط آل سعود أو تتضمنه. فهناك شعار "الموت لآل سعود" أُضيف منذ سنوات على لائحة الشعارات المندّدة التي يهتف بها المشاركون في مسيرات ومظاهرات رسمية في إيران، ولا يعني شعار الموت لآل سعود إلّا طلب إسقاطهم كما شعار الموت لأمريكا هو تمني سقوط الولايات المتحدة.

 

إقرأ أيضًا: إنذار إيراني مسبق لترامب: سنحرق الاتفاق النووي إذا مزّقته
ثانياً: قال رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني الجنرال جلالي بداية شهر أكتوبر الماضي بأن أمريكا وإسرائيل والمملكة السعودية تُشكّل مصادر التهديد ضد إيران وأن إيران تخوض حالياً اشتباكات مع السعودية في المجالات العسكرية والاقتصادية والافتراضية. وأضاف جلالي بأن الولايات المتحدة إذا أرادت شن حرب ضدنا وفق استراتيجية الحرب بالوكالة، فإنها ستحاربنا عبر الوكيل السعودي، وعند ما نرى أن السعودية تقوم بشراء صواريخ مداها 2000 أو 3000 كيلومترا فإننا نعرف بأن بنية التهديد ضدنا في طور التطوير.
وتزامن نشر تصريحات شمخاني، مع إبداء وزير الخارجية السعودي تفاؤله من مجيئ الرئيس ترامب قائلاً:
أن السعودية تشيد بالرغبة المعلنة لإدارة ترامب "في استعادة الدور الأمريكي بالعالم، والعمل على هزم تنظيم "داعش"، واحتواء إيران، والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة ودعمهم".

إقرأ أيضًا: تشييع رفسنجاني: استعراض للحركة الخضراء الإيرانية
إن سياسة الإزعاج التي انتهجتها كل من إيران والسعودية تجاه بعضهما البعض عبر مواليهما في بلوشستان الإيرانية أو في اليمن لم تؤد وربما لن تؤدي إلى نتيجة، خاصة وأن الرئيس الأمريكي القادم سوف لن يجامل لا إيران ولا السعودية على ما يبدو. 
خلال عقود من الزمن كان خطر الكيان الصهيوني عاملاً لتوحيد الدول الإسلامية، وربما سوف يؤدي ترامب هذا الدور عاجلا أم آجلاً، حيث يبدو أن مجيء ترامب لا يبشر بخير لا لإيران ولا للسعودية، بحال تنفيذ ترامب أفكاره التي طرحها خلال حملته الانتخابية.