لطالما أتفاجئ في حياتي بسلوكيات الكثير من الإسلاميين وممارساتهم في المجتمع، فالسمة الغالبة عليهم هو التكبر على غيرهم بعدما رأوا أنفسهم أنهم اولياء لله من دون الناس !!
 

في حياتي العملية وجدت أن غير "الإسلاميين" هم أكثر لياقة وإنسانية في تعاملهم حتى مع "الإسلاميين" أنفسهم من هؤلاء "الإسلاميين" . فلطالما وجدت المؤسسات الخدمية والحياتية كالمدارس والمستشفيات غير "الإسلامية" أكثر رأفة وإنسانية في التعامل معي كرجل دين من المؤسسات "الإسلامية"، رغم أن التشريعات التي يحملها "الإسلاميون" تفرض عليهم أن يكونوا أكثر إنسانية ممن لا يحمل أو لم يطلع على التشريعات الإسلامية .

إقرأ أيضا : نداء للإسلاميين : أليس منكم رجل رشيد ؟!!

في أحد الأيام، كاد ولد لي أن يموت على باب إحدى المستشفيات "الإسلامية"، ولكن المستشفى رفضت إدخاله لأنني لم أدفع لها "سلفا" مبلغا من المال لم أكن أحمله ﻷنني جئت بولدي بشكل عاجل جدا إلى المستشفى، فحملته إلى مستشفى آخر غير "إسلامي"، فاستقبلوني بكل محبة واحترام على حساب وزارة الصحة، بل لم يأخذوا مني فرق الوزارة لكلفة الإستشفاء رغم بقائه في المستشفى لأيام، وذلم احتراما وتبجيلا لي ولمقامي الإجتماعي . وهو نفسه ما يتكرر معي ما يشبهه في مستشفيات ومدارس الجنوب التي وجدت كل الإكرام والإحترام من المؤسسات الإستشفائية والتعليمية وغيرها من غير "الإسلامية"، ووجدت القسوة في التعاطي المادي الصرف من قبل المؤسسات "الإسلامية" !!

كنت ولا ازال أتساءل : عن أي إسلام يتحدث هؤلاء، وهل هذه المؤسسات "الإسلامية" تستحق أن تحمل أسماء العظماء التي تتسمى بأسمائهم، أم أنهم يسيئون لهؤلاء العظماء بتسمية هذه المؤسسات اللاإنسانية -أساسا- بأسماء عظماء كانوا وما زالوا قادة ورموز الإنسانية والرحمة على مر التاريخ ؟!!
 

إقرأ أيضا : قيادة منظمة حزب الله لزعماء الطوائف : سامحونا واحرسونا !!


صحيح أنني أحمل رسالة الإسلام وأدافع عنها بكل كياني، بل وأعتبر أن الإسلام "الصحيح" هو المنظومة الأجدر بالتطبيق في الحياة وعلى كل مستوى، ولكن الإسلام الذي أحمله وأدافع عنه لا يشبه إسلام "الإسلاميين" إلا في "بعض" المظاهر . فإذا كان إسلام "الإسلاميين" لا يعني لهم وجوب حفاظهم على النفس البشرية التي "كرمها الله"، ولا تعني لهم توقير الكبير ورحمة الصغير والتعطف بالفقراء بل والتبرك بهم، فهذا يعني أن إسلامهم ليس إسلام محمد بن عبد الله (ص) وأن أخلاقهم ليست أخلاق القرآن الكريم، بل هو إسلام استقوا تعاليمه وتشريعاته من أهواء أنفسهم التي تستغل كل شيء من أجل دنياهم الخاصة بهم !!

ومن هنا، يجب الإنتباه إلى عدم تحميل الإسلام جرائم الكثير من "الإسلاميين" الأمنية والإجتماعية وسلوكياتهم المريضة . ويجب الإنتباه إلى أن أعداء الإنسانية وتجار الحروب من غير "الإسلاميين" باتوا يتحالفون مع الكثير من الحركات "الإسلامية" من أجل ضرب الإسلام الطيب الرؤوف الرحيم وتشويه صورته ليعرض عنه الناس !!

إن أكبر مصيبة حلت بالإسلام العظيم الرؤوف هو أنه بات ضحية ممارسات مهولة من قبل الكثير الكثير من "الإسلاميين" . فإنا لله وإنا إليه راجعون .