قبل أقل من ستة أشهر على موعد الاقتراع للانتخابات الرئاسية في إيران انطلق أولى الملامح لبدء الحملة الانتخابية، عبر احتدام الصراع بين تيار المحافظ و تيار الاعتدال، دون ظهور منافسين جديين للرئيس روحاني الذي سيترشّح طبعًا لدورة ثانية.

إن السبب في عدم بروز منافسين أقوياء للرئيس روحاني يكمن أولًا في تشرذم معسكر المحافظين في إيران وتشتّتهم لأسباب عدة وأهمها تأخر الخطاب المحافظ عن مواكبة الأوضاع وافتقادهم لمخطط سياسي واقتصادي ذات مصداقية.

ولسبب هذا التشتت والتشرذم يبادر المحافظون المتشددون إلى أعمال تخريبية لإيقاف عجلة روحاني أولاً لرفع حظوظهم للفوز في الانتخابات الرئاسية، وعليه يتجه المحافظون إلى تعطيل مفاعيل الاتفاق النووي عبر البكاء على تجميد قسم كبير من أنشطة مفاعل إيران النووية الذي تم بموجب الاتفاق النووي.

 

إقرأ أيضًا: كيف اخترق فيروس ستاكس نت قلب المفاعل النووية الإيرانية؟

ومن أجل تعطيل تلك المفاعيل يتوقع المحافظون المتشددون الإيرانيون من الرئيس المنتخب الأمريكي دونالد ترامب المزيد من التهجم على الاتفاق النووي كما المزيد من الضغوط والتشدد على الاقتصاد الإيراني وعرقلة العقود والصفقات التي تدرسها حكومة روحاني مع الشركات الأوربية والأمريكية، وبناءً عليه يمكن القول أن كل المحافظين أمل على ترامب لربح المعركة الرئاسية المقبلة.

ذلك لأنّ تشدد ترامب سيُثبت أن الثقة بالولايات المتحدة هي ضرب من السذاجة السياسية أو الانخداع إن لم يقال بأنها تمثل خيانة. بينما التزام الرئيس المنتخب بالاتفاق النووي، سيقصم ظهر تيار المحافظ ويحبط آمالهم للعودة إلى السلطة، كما أن من شأنه أن يُثبت أن أمريكا قابلة للثقة وأن الرئيس روحاني كان محقاً في الاتجاه إلى تخفيف التوتر معها وعقد اتفاق معها بشأن برنامج إيران النووي.

وما أبداه الرئيس المنتخب الأمريكي بعد فوزه في الانتخابات حتى الآن تجاه إيران لم يكن كما يرغب المحافظون الإيرانيون فيه، حيث إن ترامب التزم الصمت حيال صفقة بوينغ التاريخية مع إيران التي عبّدت الطريق لنظيرتها الفرنسية إير باص التي كانت تتلمس أجواء الرئيس المنتخب ترامب لعقد صفقتها مع إيران. وأعلنت كلتا الشركتان في وقت سابق أنهما يلاحظان التحفظ المحتمل للرئيس المنتخب الأمريكي قبل توقيع أي عقد مع إيران.

إقرأ أيضًا: ظريف تحت رحمة المتشددين

ولاحظنا أن ترامب لم يتفوّه بكلمة يُستشم منها معارضته لعقد الصفقة مع إيران بينما تدخل من أجل منع إدانة الكيان الصهيوني من قبل مجلس الأمن، بل أرسل رسالة إلى الرئيس أوباما طلب فيها من الأخير استخدام حق النقض (فيتو) على القرار الأممي الذي يُدين توسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة.

وملخص القول أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران تتأثر باتجاه الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، حتى يبنى على الشيء مقتضاه.