يُظهر هذا الفيلم الوثائقي أن المدخل الأهم لاختراق منشأة نظنز النووية هو فيلم بثه التلفزيون الحكومي الإيراني لزيارة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد للمنشأة يرافقه العالم النووي مصطفى راوشان
 

بعد ست سنوات على تعرض منشأة نظنز النووية إلى هجوم إلكتروني، من خلال فيروس "ستاكسنت" الذي ضرب البرامج المعلوماتية في طهران في العام 2010، وتسبّب بعطل في أكثر من 30 ألف حاسوب شمل حواسيب مفاعل "نظنز" كشف فيلم أيام صفر الوثائقي للمخرج ألكس غيني عن تفاصيل ذاك الحدث، ليتبين أن جميع ما نسجه الإعلام الرسمي الحكومي الإيراني حينها كانت أساطير من وحي الخيال الإيراني.
يُظهر هذا الفيلم الوثائقي أن المدخل الأهم لاختراق منشأة نظنز النووية هو فيلم بثه التلفزيون الحكومي الإيراني لزيارة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد للمنشأة يرافقه العالم النووي مصطفى راوشان الذي يقرر للرئيس أحمدي نجاد خلال زيارته أجهزة المنشأة ويرافق كاميرا الرئيس حتى عندما يصل إلى غرفة التحكم وفيها العديد من الحواسيب الشغالة، ويصور الكاميرا لتلك الحواسيب بهدوء شفافية عالية لدرجة يُظهر مفتاح ترميز إحدى الحواسيب.
كان ذاك الفيلم الذي بثه التلفزيون الإيراني صيد ثمين في يد الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية والأمريكية لاختراق قلب تلك المنشأة وتخريب ما يعادل 20 في المائة منها.

إقرأ أيضا : ظريف تحت رحمة المتشددين


وأفاد خبراء إسرائيليون المخرج أن جهاز موساد تمكن من التعرف على العالم النووي مصطفى راوشن الذي يقف خلف الرئيس أحمدي نجاد، ثم قام عملاؤه باغتياله في طهران. ويوضح الفيلم الوثائقي المذكور كيف استغلت الأجهزة الاستخباراتية رقم 164 الظاهر في صفحة الحاسوب لاختراقه، واتهمت إيران في حينه واشنطن وتلّ أبيب بإنتاج الفيروس الذي أصاب ودمّر حوالي 100 جهاز طرد مركزي في "نظنز"، ما أثار خللًا في برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، والذي تشتبه واشنطن بأنه يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية. كما تعرّض البرنامج النووي الإيراني لهجوم آخر في العام 2012 بواسطة فيروس "فلايم" معطلاً الكثير من المنظومات. 
وهكذا يُثبت فيلم zero days أن السبب في اختراق وضرب منشأة نظنز النووية لم يكن التجسس أو عبقرية الأجهزة المخابراتية الأجنبية، بل كان السبب الرئيس فيه مناوراة بلا هوادة للرئيس السابق الذي كان يجب أن يظهر في قامة بطل نووي أياً تكن تكاليف تلك المناوراة المادية والبشرية.