زيارة وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو غير المترقَّبة لطهران يوم الخميس الماضي بصحبة رئيس جهاز الأمن التركي، ولقاءهما مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجية إيران أعقبها مكالمتين هاتفيّتين للرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال 24 ساعة فقط.

وبالرغم من عدم الكشف عن أسباب تلك الزيارة غير المترقبة والتزام الطرفين الإيراني والتركي بالتكتّم حول تفاصيلها إلا أن وكالة أناتولي للأنباء أفادت عن تَمَحور تلك الزيارة حول العلاقات الثنائية والقضية السورية.
كما اكتفت المصادر الروسية بتناول الرئيسين الأحداث السورية وخاصة تفاقم الأوضاع في مدينة حلب.

تأتي تلك الزيارة المفاجأة لإيران، والمكالمات الهاتفية مع الرئيس الروسي  التي بادرت بها تركيا بعد أن قام الجيش السوري باستهداف مواقع للجيش التركي داخل الأراضي السورية وأدى ذلك إلى مقتل ثلاثة من قوات الجيش التركي.

هذا الاستهداف يمثّل رسالة واضحة إلى تركيا التي تعيش مأزقًا سياسيا من جهات عدة حيث أنها بحاجة إلى استعراضات عسكرية لإثبات مصداقيتها، إن في الأراضي العراقية أو السورية، لأداء دور إقليمي بعد التخلص من أعباء الانقلاب العسكري الفاشل الذي نجح في إرباك الاوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في تركيا رغم إخفاقه عسكريًا.

وربما كادت تركيا أن تردّ على الجيش السوري بالمثل لو لم يكن هناك قوى إقليمية وعالمية تدعم نظام بشار الأسد. ولهذا يجب على تركيا الأخذ بالحسبان ردود الفعل الإيراني والروسي تجاه تحركاتها في سوريا، خاصة أنّه لم يتبين خيط الرئيس الأمريكي المنتخب الأبيض من الأسود. وكل المؤشرات حتى اللحظة كان لصالح بشار الأسد الذي لم يخجل دونالد ترامب عن ثنائه على مكافحته للدواعش.

وهكذا ينظر الرئيس إلى إيران وروسيا بعين واحدة وإلى الرئيس الأمريكي المقبل ترامب بعين أخرى. ذاك الرئيس المنتخب الذي تلقّى في الأيام الأخيرة هدية ثمينة من القيصر بوتين وهي عبارة عن حصان روسي عريق قيمته 25 مليون دولارا.