عين الرئيس  الاميركي المنتخب دونالد ترامب الجنرال المتقاعد مايكل فلين كمستشار له للأمن القومي ليقع هذا الجنرال المحنك في موقع مصيري للادارة الأمريكية حيث يتولى مركزا مهما عند  الرئيس الجديد الذي يفتقد الى ادنى خبرة في شؤون الامن القومي. 
الجنرال فلين كان يترأس منظمة استخبارات الدفاع حتى العام 2014 قبل ان يستقيل بسبب عدم انسجامه مع ادارة الرئيس اوباما التي كانت تعتبر ان رؤى الجنرال فيما تتعلق بمواجهة الاسلام المتطرف هي رؤى متشددة كما ان لديه نظرة سلبية تجاه المسلمين اثارت الخلافات داخل صناع القرار في إدارة اوباما. وغرد الجنرال في حسابه على تويتر في شباط العام الجاري :" ان الهلع من المسلمين منطقي!"
هذا التصريح يظهر طبيعة رؤية مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي المقبل للمسلمين.
وفيما يتعلق بايران فان الجنرال فلين يرى بان ايران أقامت تحالفا مع القاعدة وحزب الله اللبناني ضد عدوهم المشترك اي الغرب وخاصة الولايات المتحدة  وذلك في كتاب" مشهد الحرب " الذي نشره الصيف الماضي ويستند المؤلف في بعض الاحيان الى وثائق نشرتها الحكومة ويفتقد الى المعلومات احيانا ولكنه يلح على ان هناك صلات بين ايران والقاعدة. 
كما انه يؤكد على ان ايران كانت شاركت في تفجير مبنى السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في العام 1998 بالرغم من انهما سجلتا باسم القاعدة وفعلا فعلتهما القاعدة ولكن ايران كانت لها دور رئيسي.
ويعتبر فلين أن إيران عدو ثقيل للولايات المتحدة تخوض حربا معها وحلفاءها وخاصة مع إسرائيل طوال ما يقرب  الاربعة عقود.
ويعود جذور هذا العداء الى طبيعة الجمهورية الإسلامية وفق الجنرال فلين. 
يعتقد فلين بأن انتصار ايران على الشيطان الأكبر في العراق سيفرض على الدول الصغيرة في الشرق الاوسط الخضوع للسياسات الايرانية والتصرفات غير الودية تجاه الولايات المتحدة وحلفاءها وجميع ذلك يمكن انجازه من دون حاجة الى القنبلة النووية التي شغلت بال جميع السياسيين في الغرب.
ويرى الجنرال فلين ان التركيز على القضية النووية خطأ جدي في الرؤية الاستراتيجية للغرب وان القضية الرئيسية هو النظام الايراني ومفهومه المتطرف للاسلام.
ووجه فلين انتقادات حادة لرئيسين أميركيين وهما جيمي كارتر وباراك اوباما وإتهمهما بالنفاق قائلا:" اذا كان القصف الجوي لليبيا فعل صحيح فلما إذا لم يكن صحيحا بحق سوريا وايران."
مما يدل على ان مستشار ترامب للامن القومي من فئة الصقور ويزيد منسوب التطرف عنده على ما هو عند رئيسه الذي أبدى مرونة تجاه بشار الأسد عبر مدحه بسبب مكافحته للارهاب.
ولكن الحل الذي يقدمه فلين ليس حلا عسكريا بل هو حل سياسي وهو يتمثل في دعم المعارضة الداخلية. 
فهل ينجح مشروع دعم المعارضة في الداخل لاسقاط النظام الايراني؟ 
كلا، ان الايرانيين اثبتوا بانهم ينهون أي نقاش وحديث بينهم عندما يشعرون بأن الاجنبي ينوي أن يقترب منهم لدعم فريق ضد الآخر.
ان الفكرة التي يقدمها فلين فكرة بائتة وناتجة عن قلة الخبرة بطبيعة المجتمع الايراني فالمعارضة التي يدعمها الخارج لن تشكل اي تهديد على النظام الايراني بل ستقويه.