اليوم تشهد مدينة كربلاء العراقية اكبر اجتماع بشري في العالم حيث يصل ملايين من الزوار الشيعة القادمون من مختلف البلدان الاسلامية خاصة من ايران وباكستان والهند بعد طي الطريق ما بين النجف الاشرف وكربلاء مشاة يصلون الى مقام الامام الحسين احتفالا بمناسبة اربعينيته. 

ويقدر عدد الزوار الايرانيون الى اكثر من مليونين ما يعادل نصف سكان جمهورية لبنان. 

كما يقدر عدد الزوار الشيعة العراقيين الوافدين من أنحاء البلد الى اكثر من مليونين يضاف اليه مئات الالاف من الهنود والباكستانيين وغيرهم.

وبالرغم من ان تقليد الاربعينية تقليد اسلامي لجميع الاموات المسلمين وفق ما روي عن المعصوم بانه يحضر روح المؤمن في اليوم الثالث والسابع وفي اربعينيته اي بعد مضي اربعين يوما من وفاته. 

الا ان تجديد تلك المناسبة كل عام حتى بعد مضي ما يقرب على الف و أربعمائة عاما يخص الإمام الحسين وذلك ليس وفق تشريع او تقليد شرعي بل انه تقليد إيراني وفق المفكر الاسلامي الراحل مرتضى مطهري الذي قتله جماعة فرقان التكفيرية الارهابية عام 1980. 

يقول مطهري في كتاب الملحمة الحسينية: ان شعائر اربعينية الامام الحسين من اكبر الاكذوبات التي اختلقها الايرانيون.

يود سبب الخلاف على موضوع الاربعينية الحسينية الى اختلاف المصادر على عودة أسرة الامام الحسين الى كربلاء متزامنا مع اربعينية الحسين وزيارتهم لقبره بعد اجراءات طقوسية وتقول مصادر بان الصحابي جابر بن عبد الله الانصاري الذي كان ضريرا وصل في اليوم نفسه الى كربلاء مع مرافق له اسمه عطية.

ولكن العلامة المجلسي والمحدث النوري ينفيان تلك الروايات. 

كما ان هناك عدد من كبار علماء الشيعة لا يعترفون بشعائر الاربعينية ومنهم مرتضى مطهري الذي يقول: ان تقاليد الاربعينية هي من الاكذوبات التي صدقها المجتمع الايراني وليس له سند في أي مصدر تاريخي موثوق.

على اي تحولت مسيرات الاربعينية الحسينية الى مناورة استعراضية لقوة الشيعة في السنوات الاخيرة وخاصة بعد الانقسامات التي شهدتها الامة الإسلامية خاصة في العراق وسوريا. 

على ان الحسين امام لجميع المسلمين الاحرار الذين يثورون ضد الطغاة المستبدين وهو يقع خارج الحسابات الطائفية والسياسية.