اذا سألنا الان عن الاعداء الحقيقيين لحزب الله ؟ ومن يقاتل الان في سوريا ؟ ومن هم حلفاؤه المتخندقين معه ؟ فان الاجابة الموضوعية عن هذه الاسئلة يمكن ان تضئ لنا الطريق لفهم الى اين سوف تؤول الامور .
مع الاسرائيلي فان الجبهة محكومة للقرار 1701، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال على طول الجبهة، والاميركي ومعه الغرب قد تحول الى ولي حميم بعد الاتفاق النووي وهذا ما أكده جون كيري في تسريبات النيويورك تايمز، الروسي حليف معلن بالرغم من التنسيق العملاني مع الاسرائيلي. 
ان ما تقدم يعني بان حزب الله يفتقد هذه الايام لعدو حقيقي ذو خلفية ايديولوجية، وكل ما كان يقال عن " مؤامرة كونية " تبين بالدليل والوقائع انها لا تمت الى حزب الله بصلة، مما ترك الحزب بحالة عري عقائدي، وهو الذي يستمد على الدوام مشروعية قتاله من ضدية عدوه، فبعد ان حرمه الواقع من خصوم حقيقيين نراه يجهد الان باستحضار التاريخ، واستبدال الاميركي والاسرائيلي والغربي والروسي بالعدو السني من خلال تقديم افراد المجتمع السني كونهم ابناء يزيد ومعاوية الذين قتلوا الامام الحسين!! 
وفي هذا السياق فان ذكرى عاشوراء والمجالس الحسينية تعتبر رحم خلاق لهذه الغاية اذا ما تحورت على ايدي قراء يجيدون الخزعبلات والخرافة والمنامات والكذب من امثال الفالي والمهاجر ومعهم جيش من القراء الموتورين يشحذون الجهل والعواطف الحمقاء ، وباستحضار هذا التاريخ العفن يمكن لحزب الله  فقط ان يجعل من شعار " يا لثارات الحسين " يساوي على ارض الواقع " يا لثارات بشار " ويستمر نهر الدم .